قررت الغرفة الجنائية الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، تأخير البت في ملف يتابع فيه ستة أشخاص من أجل جناية تنظيم وتسهيل خروج مغاربة من التراب الوطني بطريقة سرية نتجت عنها وفاة والمشاركة في ذلك، إلى منتصف الشهر المقبل لإعداد الدفاع.
وتعود وقائع هذه النازلة إلى أكتوبر الماضي، حينما توصلت مصالح الدرك الملكي بالجديدة، بخبر العثور على ثلاث جثث مرمية بشاطئ الحوزية «أنثى وذكران» ، حيث قامت الضابطة القضائية بتمشيط المكان، فعثرت على مقدمة قارب للصيد التقليدي وعلى بعض شظاياه. وتوصلت إلى هوية مالكه، الذي صرح أنه باعه للمتهم الأول وشريك له ب24 ألف درهم، وأن عملية التفويت تمت كتابة أمام السلطات المعنية، ولم تعد له به أي علاقة.
واستمعت الضابطة للمالك الجديد للمركب، فصرح أنه نظرا لعطالته واحتياجه للمال، فكر في العمل في مجال الهجرة السرية، فاقتنى قاربا للصيد التقليدي واقترح عليه أحد أصحابه الشروع في البحث عن الأشخاص الذين يودون مغادرة أرض الوطن. وبحثا رفقة المتهم الثالث عن قارب للصيد، وسافروا إلى القنيطرة لاقتنائه رفقة قائده وجميع اللوازم، لكنهم لم يتوفقوا في ذلك وعادوا إلى الجديدة واقتنوا قاربا من صاحبه كما اقتنوا جهاز تحديد الوجهات. وبدأت عملية البحث عن المرشحين الراغبين في الهجرة السرية، وتم الاتفاق على مبلغ 15 ألف درهم لكل واحد منهم، وقسموا الأدوار وبدأ المرشحون يتوافدون عليهم، ومنهم خمس نساء واحدة منهن توفيت ليلة السفر.وتكفل المتهم الرابع بالبحث عن البنزين ونقله إلى غابة الحوزية، فيما تكلف الخامس بنقل المرشحين للهجرة عبر دراجته ثلاثية العجلات.
وصرح المتهم الرئيسي أنه ليلة الحادث، انتقل إلى مكان المغادرة وتراجع عن قراره خوفا من العواقب وغادر المكان، وأكد مساعده أنه ليلة الإبحار، حل بالمكان، ولما رأى العدد الكبير للمرشحين (25 فردا)، وهو ما فاق العدد المتفق عليه، تراجع عن قراره. وصرح متهم آخر أنه قرر الهجرة إلى أوربا واتفق مع المتهم الرئيسي على منحه مبلغ 15 ألف درهم، مضيفا أنه توجه في الليلة المتفق عليها إلى غابة الحوزية، وقبل الصعود إلى القارب، وجده غارقا في الرمال، وهب الجميع لدفعه نحو الماء. وساهم سوء الأحوال الجوية في جعل الأمواج عاتية، وهو ما جعل عملية الإبحار صعبة، كما أدت الأمواج العالية إلى انقلاب المركب وغرق المرشحين للهجرة، مما نتجت عنه وفاة رجلين وامرأة. وأخبر المتهم الرئيسي بحادث انقلاب المركب وغرق ثلاثة أشخاص من قبل أحد المتهمين، بينما غادر الناجون المكان.