بعد 100 سنة على التأسيس.. «أرفود ..التاريخ2، المجال، المجتمع»

نظم مركز تافيلالت للدراسات والتنمية والأبحاث التراثية، الأربعاء المنصرم بأرفود، ندوة علمية حول موضوع «مئوية مدينة أرفود 1918-2018 : التاريخ – المجال – المجتمع»، وذلك بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيس المدينة.
واعتبر المتدخلون، خلال افتتاح هذه الندوة العلمية، المنظمة بشراكة مع مختبر التراث بكلية الآداب والعلوم الانسانية سايس-فاس، وجماعة أرفود، « أن المجال العلمي له أهميته الكبرى في المساعدة على تقديم مقترحات رصينة لتنمية المنطقة»، وشددوا على «أن من شأن البحث العلمي في تاريخ المدينة أن يميط اللثام عن الجوانب المشرقة للمنطقة، ويعرف بأهم الأحداث التي عرفتها جهة درعة- تافيلالت. وتناولت الندوة مواضيع متعددة تهم، «جوانب من تاريخ أرفود»، و»مجال أرفود .. التوسع، الأنشطة الاقتصادية، المخاطر»، و»مجتمع أرفود.. التنوع، التحولات».
ومن بين المتدخلين ، أكد عرض الحاج موسى عوني، عن مختبر التراث بكلية الآداب والعلوم الانسانية سايس- فاس، على «أن الدراسات والأبحاث العلمية يمكن أن تساعد في رد الاعتبار للتراث الغني لمنطقة أرفود.
من جانبه أبرز الأستاذ ابراهيم القادري بوتشيش، رئيس المجموعة المغاربية للدراسات والحضارات المقارنة بكلية الآداب والعلوم الإنساية بمكناس، « أن تاريخ المدينة حافل بالأحداث والوقائع»، مشيرا إلى»أن أرفود كانت تعرف بكونها منطقة عبور القوافل التجارية»، وقد شكلت» خزانا من المناضلين والمقاومين للاستعمار الفرنسي بالمنطقة».
وأشار عبد العزيز بلبكري، الأستاذ بالأكاديمة الجهوية للتربية والتكوين الرباط سلا القنيطرة، إلى أن « أرفود شكلت موضوعا هاما بالنسبة للعديد من كتابات الرحالة الذين «أشاروا إليها سواء بالتصريح أو بالتلميح».وذكر ببعض كتابات الرحالة المغاربة والأجانب الذين أبرزوا اهتمامهم الكبير بأرفود، مما يدل على أنها كانت حاضرة بشكل جلي في أغلب مؤلفات الرحالة الذين زاروا المنطقة «بغض النظر عن نوعية وجودة هذه الكتابات». وشدد المتدخل على أن «التاريخ الجهوي مجهري، حيث يحقق المعلومات ويعطيها مصداقية كبيرة».
عرض محمد المولودي، الأستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بتازة، توقف عند «مراحل السياسة التي اتبعها الاستعمار الفرنسي في المنطقة وفترات النمو الحضري بأرفود»، مذكرا» بإنشاء سلطات الحماية، في إطار سياسة التهدئة، مراكز عسكرية ذات مواقع استراتيجية تتولى مراقبة المجال والمجتمع»، مضيفا أن أرفود عرفت وجود مركز عسكري مفصول عن القصور «ليس للحفاظ على التراث المحلي والشخصية الواحية، بل لتسهيل عملية إفراغ القصور من عناصرها الحية، وإضعافها حتى تتنازل عن دور الريادة لصالح المركز الجديد». كما أشار إلى خصوصيات المجال الحضري بالمدينة بعد فترة الاستقلال، مبرزا أن من الخصائص المعمارية، التي ينفرد بها المشهد الحضري الحالي، وجود «تمازج بين عدة أشكال هندسية، حيث يختلط فيها السكن الصلب بالسكن الهش، ويتعايش فيها النمط التقليدي بالنمط العصري، ويعمل العرف المستمد من التقاليد الزراعية على هيكلة المجال الحضري».
من جهته أشار خالد نصر الدين، الأستاذ بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بدرعة-تافيلالت، إلى بعض ملامح مدينة أرفود من خلال كتاب «نعت الغطريس» للمهدي الناصري،مؤكدا أن هذه «الجهة تزخر بتراث علمي هائل لايزال حبيس الخزانات الخاصة»، داعيا الباحثين ، في مختلف التخصصات العلمية، إلى بذل المزيد من الجهود «من أجل إخراج هذه الأعمال إلى حيز التداول العلمي والمعرفي»، وذلك على اعتبار أن كتابة التاريخ العام للمغرب ينبغي أن «تنطلق من كتابة التواريخ الخاصة بمختلف الحواضر والبوادي المغربية».
و.م.ع


بتاريخ : 29/01/2019