بعد 8 سنوات قضاها بسجون السعودية .. الشاعر الفلسطيني أشرف فياض يعود إلى قصيدته بـ «سيرة مُرضية»

أعلنت منظّمة «القِسط لحقوق الإنسان» بلندن، وهي منظمة سعودية تعنى بشؤون الحريات أول أمس الثلاثاء، أن السلطات السعودية أطلقت سراح الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بعد مرو أكثر من ثمانية أشهر على انتهاء مدته الحبسية التي حكمت بها المحمكة والمحددة في ثماني سنوات و800 جلدة، حيث كان مقررا أن يغادر السجن في أكتوبر 2021.. وهو الحكم الذي صدر في البداية بالإعدام على خلفية ما كتبه الشاعر في أحد دواوينه الصادرة في 2008 «التعليمات …بالداخل»، وأن كتاباته تدعو للإلحاد قبل أن يخفف الحكم في 2016 الى ثماني سنوات بعد حملة استنكار دولية واسعة من طرف العديد من الجمعيات والثقافية والمنظمات الحقوقية ضد هذا الحكم الجائر ضد الشاعر وضد حرية الابداع.
ففي غشت 2013، إثر ما تصفه عائلته وتقارير حقوقية بأنه «شكوى كيدية» من مواطن سعودي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدينية المتشددة ذات النفوذ الهائل آنذاك، تضمنت الشكوى اتهاما صريحا لفياض بأنه «يروج للإلحاد ويحمل أفكاراً ضالة مضللة». وقد أُفرج عنه في اليوم التالي لعدم وجود أدلة على اتهامه.ليعاد اعتقاله في يناير 2014، من قبل الهيئة حيث زُجّ به في أحد سجون أبها بتهمة «نشر الإلحاد والتشكيك في الذات الإلهية» من خلال مجموعته الشعرية «التعليمات.. بالداخل» وواجه فياض أيضا اتهاما بمخالفة المادة 6 من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية لالتقاطه صورا لنساء وتخزينها على هاتفه الجوال. وفرضت «الأمر بالمعروف» حظراً على زيارته.
وخلال محاكمته، التي امتدت لست جلسات، أنكر فياض التهم الموجهة إليه مستعينا بثلاثة شهود دحضوا شهادة المشتكي. كما أوضح أن ديوانه «التعليمات بالداخل» المتداول آنذاك لا يعدو كونه مجموعة من قصائد الحب التي لا يُقصد منها أي إهانة للدين، ليحكم عليه بالاعدام ما تسبب في اصابة والده بجلطة دماغية ووفاته قبل أن تلتحق به والدته وهو لا يزال بالسجن . وفي 2 فبراير 2016، خففت المحكمة العامة في أبها الحكم الصادر في حق فياض إلى السجن ثماني سنوات و800 جلدة.
تتفق التقارير الحقوقية على أن محاكمة فياض «افتقرت إلى أدنى المعايير الدولية للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية، سيّما حرمانه من الاتصال بمحام طوال محاكمته أمام المحكمة العامة في أبها».وقد صنّفته منظمة العفو الدولية سجين رأي لكونه أودع السجن لسبب وحيد هو «ممارسته السلمية حقه الإنساني في حرية لتعبير». حتى عقب انتهاء محكوميته، وجلده 800 جلدة، ماطلت السعودية لمدة عام قبل الإفراج عنه.
لم يتوقف الشاعر أشرف فياض عن كتابة الشعر داخل المعتقل، إذ أصدر من هناك، ديوانه «سيرة مُرضية» عام 2019 عن «دار الديار» للنشر والتوزيع بتونس.
من جهته ، تلقى في بيت الشعر في المغرب بفرح كبير خبر إطلاق سراح الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، الذي ظلّ رهن الاعتقال التعسفي بعد مرور ما يقارب ثمانية أشهر على إنهائه الحكم الصادر ضده والبالغ ثماني سنوات من إحدى المحاكم السعودية.
وجدد  إن بيت الشعر في المغرب، في بلاغ له، تضامنه مع الشاعر الفلسطيني أشرف فياض في محنته التي قضت «بحرمانه من الحرية واستنشاق هوائها الباعث على الحلم والخيال»، ليتمنى ألا تشهد منطقتنا العربية و لا أي بقعة أخرى من العالم مثل هذه الممارسات المنافية لحقّ الإنسان في الإبداع والحياة، كما ثمن «التضامن الواسع الذي عبر عنه شعراء العالم ومثقفوه، وأبدته الكثير من المؤسسات الثقافية المدنية المستقلة ومن بينها بيت الشعر في المغرب، و هو ما سمح بإطلاق سراح الشاعر وعودته إلى أحضان أسرته وقصيدته».


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 25/08/2022