بكل التوفيق في رحلة المونديال

في الحديث عن كرة القدم النسوية، لابد أن نتفق على أن احتضان المغرب لكأس إفريقيا للأمم للمنتخبات النسوية في 2022، شكل منعطفا بارزا في مسار كرة القدم النسائية في المغرب.
فبتألقه في تلك البطولة الإفريقية وإحرازه بطاقة التأهل لكأس العالم للسيدات المقرر في أستراليا ونيوزيلندا التي انطلقت أول أمس الخميس، فرض المنتخب الوطني للسيدات على الجمهور الرياضي،بل وعلى جميع المتتبعين وعلى كل الهيئات المسؤولة وطنيا، الانتباه والالتفات إلى رياضة ظلت لعقود من الزمن محتكرة من طرف الذكور.
تاريخيا،يصعب تحديد في أي سنة انطلقت المرأة في مزاولة كرة القدم بالمغرب، إلا أن هناك حديث يؤكد أنه في حقبة الثلاثينيات،تأسس فريق لكرة القدم النسوية انضم إلى نادي الوداد وكان يتشكل من سيدات أوربيات وتحديدا الفرنسيات منهن.
ومثل باقي الأنواع الرياضية الأخرى، لم يكن من السهل على المرأة المغربية ولوج عالم لم يكن مسموحا في ولوجه إلا للرجال، الأمر تطلب من المرأة انتظار مرحلة ما بعد الاستقلال لتقتحم هذا العالم،بل تشير عدة تقارير إلى أن حضور المرأة المغربية في الرياضة انطلق قبل عهد الاستقلال إذ يسجل أن هناك نساء مغربيات ارتبطن فعلا بالرياضة قبل الاستقلال ومارسن الرياضة إما للترفيه وغالبا لمرافقة ومصاحبة نساء أوربيات مقيمات في المغرب خاصة رياضتي السباحة والتنس.
هناك أسماء طبعت بصمات بارزة ستحتفظ بها سجلات تاريخ كرة القدم النسائية في المغرب. منهن من حملت القميص ومارست الكرة كلاعبة ،منهن من ولجت مجال التأطير التقني ومنهن من حملت صافرة التحكيم وعدد قليل جدا منهن غامرن وتحملن مسؤولية التسيير.
سميرة الزاولي واحدة من اللواتي لم يترددن في ولوج عالم ظل ذكوريا بامتياز، سيرت وأشرفت على تدبير شؤون فرق لكرة القدم النسائية بل وترأست في فترة من حياتها فريقا للرجال هو فريق الاتحاد البيضاوي.
و لا يمكن الحديث عن الرياضة النسوية في المغرب دون استحضار اسمها أو دون تسليط الضوء على أدوارها في سجل النهوض بأوضاع المرأة الرياضية المغربية.
ورثت عشق الرياضة وكرة القدم بالتحديد من والدها الراحل العربي الزاولي، أحبت كرة القدم وفريق الاتحاد البيضاوي الذي ارتبط اسمه بوالدها الراحل العربي الزاولي،وظلت ،كما كانت ووالدها على قيد الحياة، مخلصة ووفية لخدمة فريق الحي المحمدي، بل لم تتردد يوم تراجع الجميع عن قيادته في أن تتقدم لمنصب الرئاسة وتنال ثقة الجميع لكي تصبح أول امرأة في تاريخ المغرب تترأس فريقا لكرة القدم رجال.
في 1998، ستحظى بثقة مكونات فريق الطاس لتصبح رئيسة للمكتب المسير للفريق النسوي، وتشرف على تسييره إلى غاية عام 2015. بل وستزاوج بين مهمتين هامتين وفي نفس الوقت،إذ بموازاة شغلها لمنصب رئيسة الفريق النسوي في الاتحاد البيضاوي، ستحظى كذلك بثقة الفريق لترأس الفريق للرجال وكان ذلك سنة 2003.
يوم الاثنين،أول مباراة للمنتخب المغربي لكرة القدم النسوية في البطولة العالمية، وأول مشاركة عبر التاريخ..
بكل التوفيق في رحلة المونديال


الكاتب : ع.بلبودالي

  

بتاريخ : 22/07/2023