التحق المقاوم بنسعيد ايت ايدر بالمجاهد عبد الرحمن اليوسفي في الإشادة بالخطاب الملكي الأخير بمناسبة المسيرة الخضراء، الذي قال في رسالة «إنه تلقى بغبطة عالية وبارتياح كبير ما جاء في الخطاب الملكي الخاص بدعوة الملك إلى خلق كل الشروط الإيجابية لتحقيق مصالحة تاريخية مع أشقائنا الجزائريين، واقتراحه تكوين لجنة مشتركة لخلق آلية سياسية للحوار، بروح بناءة متوافق عليها بين قيادة البلدين»، وأضاف «انطلاقا من روح الخطاب، ومن شكله ومبناه، أنه موقف صدق من جلالة الملك، لا مزايدة فيه، ولا غاية منه سوى النظر إلى مشاكلنا العالقة وإيجاد الحلول الناجعة لها، التي نحن جميعا ملزمون بإبداعها، من موقع الأخوة والتاريخ المشترك، بذات الروح التي ميزت التزام بلادنا مع جيل الوطنية والفداء بالجزائر الشقيقة، سواء في الدولة أو في المجتمع» . وتمنى عبد الرحمن اليوسفي «أن تكون هذه المبادرة، جواب أمل أمام القلق الذي يسكن نخب البلدين من مستقبل المنطقة المجهول». وأردف قائلا إنه لا تزال ترن في أذنه كلمات الجزائري، الأخضر الإبراهيمي، القلقة، التي قالها بالرباط،» كيف يئسنا كجيل بعدما فشلنا في تحقيق حلم المغرب الكبير».
أما رسالة المقاوم بنسعيد فهي عبارة عن نداء للجزائريين، فبعد تأكيده على « أن الروابط المتنوعة بين الشعبين الجزائري والمغربي لا تحتاج إلى تأكيد» شدد على أن « المنطقة المغاربية فوتت العديد من فرص التعاون والتكامل الذي تطلعت إليها شعوبها منذ برزت فكرة المغرب الكبير، خلال مخاضات النضال المشترك، وكانت محور حماس وحدوي جامح ما لبث أن انطفأ مع قيام الدول القطرية وبقيت القيادات التاريخية تلح عليه في كل مناسبة سنحت . ومع ذلك ضاعت العديد من الفرص.»، وكشف بنسعيد أن «الخطاب الملكي الأخير فتح أفقا جديدا بلغة جديدة للمكاشفة والتصارح في سبيل بناء علاقات إيجابية بين الجزائر والمغرب « وأضاف «وحتى نضمن النجاح المأمول لتجسير العلاقات الجزائرية والمغربية، فإنني، إلى جانب المجهودات التي يلزم أن تقوم بها القنوات الرسمية، أرى أن على الأحزاب والنقابات وفعاليات المجتمع المدني والنخب المؤثرة أن تقوم بأدوارها في تجسير وتقوية القنوات التي لم تنقطع قط بين الشعبين. خاصة وأن هذا العمل الاستراتيجي يسمو فوق كل الظرفيات» . وطالب المسؤولين في البلدين» بأن يرسخوا قواعد الديمقراطية ويوسعوا دائرة المشاركة بما يرجع الثقة ويهيئ الظروف التي ستساعد على تقوية المبادرات الرسمية، والإسهام في إعادة بناء المواطنة المغاربية وإطلاق سيرورة حماس شعبي بمبادرات مدنية مؤسسة قاعدتها الشباب المغاربي ودعامتها رموز كثيرة وشخصيات جزائرية ومغربية . وهو ما سيفتح أفقا رحبا لبناء الفضاء المغاربي القادر على حل كافة المشاكل وإطلاق ديناميات التطور التي تنمو فيها المواطنة المغاربية بتكامل وتناغم المواطنات القطرية «.
وكانت المبادرة الملكية قد لاقت تجاوبا داخليا وخارجيا باعتبارها تسير في اتجاه تقوية أواصر العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين الجارين ومع الإمكانيات التي تمنحها الوحدة من أجل التقدم الاقتصادي الذي يفيد المنطقة المغاربية ككل.