بوح قاتل يكسر صمت حي الإعدام. .ليندساي الجندية التي قتلت صديقها بطلب منه 1/2

يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين

في عام 2015 قتلت ليندساي هاوغن صديقها روبي ماست.
كانت ليندساي تحب الغناء والرقص كما كانت تذهب إلى الكنيسة ، في الثانوية العامة عرفت التمرد وبدأت في فعل أشياء ربما كانت ترفض فعلها في السابق، بدأت تدخين الماريخوانا، وقضاء الوقت مع أشخاص مختلفين، في سن الخامسة عشرة بدأت في الهروب من المنزل حيث تقضي بقية الوقت في الشارع ، تعيش مع أشخاص مشاغبين للغاية، وتحولت مباشرة من تدخين الماريخوانا عدة مرات إلى تعاطي الميتامفيتاميتات بالحقن ومن تلك النقطة بدأت تعاطي الهيروين، لتدرك أنها أصبحت مدمنة كان عمرها انداك حوالي ستة عشرة سنة.
قررت في إحدى الأيام إجراء اختبار الحمل فكانت النتيجة إيجابية وحملها في شهره الثالث وكانت بلغت للتو سبع عشرة سنة، لتقرر أن تتغير، حيث توقفت بداية عن تعاطي المخدرات، وارادت أن تكون أما حقيقية تود القيام بعمل جيد وتود الاعتناء بإبنها.
في 2003 عادت هاوغن إلى بيت الأسرة معافاة من الادمان وتعاطي المخدرات، وانضمت إلى الحرس الوطني ، بقي ابنها مع والدتها أثناء وجودها في الخدمة العسكرية ، أحببت التداريب كما أحببت الزي العسكري والتدريب الأساسي، كما أحببت القدرة على القيام بتمارين ضغط أكثر من الفتيات، وكانت تلك أفضل الأوقات في حياتها.
في 2013 قابلت رجلا هو الآخر في الجيش، كان لئيما معها سكير وعربيد وكان سريع الغضب على أشياء تافهة لم تكون حقيقية، كان يختلقها من رأسه أخبرها أنه لايحب عملها وأنه يوجد الكثير من الرجال الجدابين، حاولت أن تقنعه أنها معتادة على الامر في هذه الظروف، وأن ذلك ما كانت تعمل عليه دائما، لأنه لايؤثرعليها، حتى أنها لاتنظر إليهم، لكن ذلك جعله أكثر غضبا ، لقد ضربها عدة مرات أثناء السياقة لتجيب عن أشياء من صميم خياله، أراد أن يسمع منها أنها غير مخلصة له.
كان يلقي بها ارضا في بعض الليالي ويبصق عليها ويسكب الجعة على رأسها، ويغتصبها بكل الطرق ويدعوهها بالقذرة والعاهرة وأسماء كثيرة ومقززة ،تم أصبح الأمر أكثر اتساخا، حيث قام مرة بالبصق عليها عندما كانت في الحمام فحاولت أن تضربه إلا انه أمسك بيدها وسحبها حتى بدأت تصرخ وأثناء ازدياد صراخها كان يسخر منها وعندما نظرت إلى نفسها كانت يدها قد كسرت، وبعدها قام بخنقها ودعاها أن تنظر إلى المرآة لترى نفسها تموت ، حتى فقدت الوعي في يونيو 2015 سجن شريك هاوغن بسبب التعدي عليها وتركت الحرس الوطني في نفس السنة وتحولت من فتاة كلها حيوية إلى أخرى عبارة عن حطام لا تستقيق الا لتناول الخمر وتنام، كانت تحدث كلبها بين الفنية والأخرى حتى أنها كانت قريبة من الجنون.
قابلت هاوغن روبي في حفل منزلي في غشت 2015، وكانت للتو قد خرجت من علاقة صعبة وكان هو قد خرج من مصحة للإدمان في يونيو، كل ما حدث أن هذا الرجل الجميل دو الابتسامة الحلوة كان يجلس وسط كومة من الجعة ، وعندما رآها قال لها مرحبا فحدث ذلك النوع من الارتباط الفوري.
كان روبي ينتهج سيرة المسافر لايتوقف عن السفر رغم أن وضعه كان صعبا، يمكن أن يسافر في قطار للسلع أو سيارة متهالكة من الشمال إلى الجنوب ويتوقف فقط لتناول الجعة أو النوم قليلا، لا يبقى في مكان واحد. قالت له سأوفر لك الإقامة وليس عليك فعل اي شيء فقط المكوث في المنزل حتى العودة. إلا أنه أصر على المغادرة والسفر لأنه لايستطيع المكوث في مكان واحد. وفي الاخير قررت هاوغن الرحيل رفقته، وأثناء رحلته الطويلة التي ستنتهي بالموت كان تغني له وهو يردد انه يحبها وكانت هي الأخرى تبادلا نفس الشعور، لكنها كانت في اوقات أخرى تخاف أن يعاملها معاملة سيئة أو يفهمها بشيء ما أو يظن بها السوء ، لكنه كان يحبها بشكل جنوني وهي الأخرى أيضا تعزه وتحبه.
خلال إحدى الرحلات كان روبي يقود السيارة في مونتانا وعندها تلك كانت هاوغن تنظر إلى الطريق مستمتعة بالطبيعة فقالت له ياهذا كم هو رائع هذا المنظر فامسك روبي بيدها وقال اتمنى ان أشعر بالسعادة معك ، لكني لا أشعر بذلك وهذا ليس خطأك.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 08/04/2023