بيانات ضخمة ترسم طريق أسود الأطلس في المونديال .. توقعات عالمية تضع المنتخب الوطني في نهائي كأس العالم 2026

 

وضعت توقعات شركة البيانات البريطانية “Quantum” المنتخب الوطني المغربي في قلب المشهد الكروي العالمي قبيل انطلاق نهائيات كأس العالم 2026، في سيناريو يعكس المكانة الجديدة التي بات يحظى بها أسود الأطلس على الساحة الدولية.
وترسم المؤسسة البريطانية، التي حللت أكثر من 300 تيرابايت من البيانات المرتبطة بنتائج ومؤشرات المنتخبات، مسارا مذهلا للمنتخب المغربي، ينتهي بوصوله إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، في مواجهة المنتخب الإسباني المتوج باللقب وفق ذات التوقعات.
وبحسب تحليل “Quantum”، يظهر المغرب باعتباره أبرز ممثل للعرب وإفريقيا في التظاهرة العالمية. فبعد تجاوز دور المجموعات، يقصي أسود الأطلس منتخب هولندا في دور 32، قبل أن يهزموا فرنسا في دور 16 في واحدة من أقوى مفاجآت البطولة. وتستمر الرحلة بإزاحة كوريا الجنوبية في ربع النهائي، ثم التفوق على كرواتيا في نصف النهائي، وصولا إلى المباراة النهائية أمام إسبانيا.
ورغم أن التوقعات تمنح الأفضلية الإسبانية، إلا أن وضع المغرب في هذا الموقع المتقدم يعكس تحولا كبيرا في موازين القوة الكروية.
ولا يقتصر الاهتمام العالمي بالمنتخب المغربي على معطيات البيانات فقط، بل إن تصريحات الناخب الوطني وليد الركراكي عقب سحب القرعة في واشنطن جسدت رؤية واقعية وطموحة، حيث قال: «سنحترم جميع منافسينا وسنبذل كل ما في وسعنا لنكون في المستوى، ونجعل جماهيرنا فخورة بنا».
وأكد أن البرازيل، التي سيواجهها الفريق الوطني في المباراة الافتتاحية للمجموعة الثالثة، تظل من المرشحين الأوفر حظا، لكنها أيضا ستواجه منتخبا يحظى باحترام كبير بعد المسار التاريخي في مونديال قطر والتتويج بكأس العالم لأقل من 20 سنة.
وكانت القرعة قد وضعت الفريق الوطني في مجموعة قوية تضم البرازيل، اسكتلندا وهايتي، غير أن تقييم وسائل الإعلام البرازيلية أظهر قدرا كبيرا من الحذر تجاه أسود الأطلس.
فقد اعتبرت «سي إن إن البرازيل» أن المغرب هو خصم «يبعث على القلق»، وكررت «إي إس بي إن»، التوصيف ذاته، مذكرة بالفوز المغربي الودي على البرازيل عام 2023 في طنجة. فيما ذهب محللون برازيليون إلى القول إن المباراة الأولى قد تنتهي بالتعادل، وأن المنتخب المغربي يتمتع بانضباط تكتيكي وقدرة بدنية تؤهله لإرباك أي منافس، بما في ذلك بطل العالم السابق.
وتستند المقاربات البرازيلية أيضا إلى الأرقام، حيث أن نسبة الاستحواذ بلغت 63.5% في التصفيات، مع ثبات دفاعي لافت، وسلسلة من الانتصارات المتتالية جعلت المنتخب المغربي أول منتخب إفريقي يحسم التأهل للمونديال. كما شكل حضور نخبة من المحترفين في أكبر الدوريات الأوروبية دليلا إضافيا على جودة الجيل الحالي الذي يقوده الركراكي.
ومن جهة أخرى، تستفيد الجماهير المغربية من جدول مباريات مريح على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث يخوض المغرب مبارياته أمام البرازيل في نيويورك، ثم اسكتلندا في بوسطن، وهايتي في أتلانتا.
وهي مدن تحتضن جالية مغربية مهمة وتتوفر على بنية لوجستية تسهل تنقل المشجعين، ما يمنح المنتخب دعما جماهيريا قد يصبح عاملا حاسما في بداية مسار البطولة.
وإذا كانت الأرقام ترسم سيناريو جذابا لوصول أسود الأطلس إلى النهائي، فإن الركراكي يذكر دائما بأن «الفريق الأفضل لا يفوز دائما، بل الفريق الأكثر قدرة على التأقلم».


الكاتب :   إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 09/12/2025