تلقّى في بيت الشعر في المغرب بفرحٍ كبير إدراجَ شِعر وفنّ الملحون ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادّي للبشرية، وهو القرارُ الذي اعتمدته اللجنة الحكُومية الدولية لصوْن التراث الثقافي غير المادّي لمنظمة اليونيسكو، يوم الأربعاء 6 دجنبر، في إطار دورتها الـ 18المنعقدة بجمهورية بوتسوانا.
وقد عبر بيت الشعر في المغرب، في بلاغ له،عن اعتزازه بهذه الخُطوة الهامة التي تُعدّ اعترافا أمميًّا بأحدِ روافد متننا الشعري المغربي، الذي حظي منذ القرن التاسع الهجري بتقديرٍ كبير من طرف المغاربة، لكونهم رأوا فيه الفنّ الذي يحتوي نبضَ حياتهم ودبيبَ آهاتهم وصور أحلامهم وآمالهم، والكنّاش الذي يُدوّنُ تاريخَهم ومساراتِ حياتهم وتوتّرات منعطفاتها، ويعكسُ قِيمهم الدينية والاجتماعية وتأملاتهم في الذات والوجود والطبيعة. فيه تلاقت مُكونات الثقافة المغربية: الأمازيغية والعربية والأندلسية والحسّانية، وعبرَه تمّ تضفيرُ الأواصر ونسج الصّلات بين مختلف ساكنة المغرب.
لقد احتضن المغاربةُ الملحون، الذي حمل تسمياتٍ أخرى، ك «الكلام»، و»السْجيّة»، و»الموْهُوبْ» وسواها ممّا يعكسُ العِناية والاهتمام الذي حظي به هذا الشعر و الفنّ، سواءٌ في مهده الأول بمنطقة تافيلالت، أو بباقي الحواضر الأخرى التي أبدعت فيه كفاس وسلا ومراكش وتارودانت، حيث شهِد خلالها مراحلَ صعودِ وهبوط، ارتباطا بالتحوّلات الثقافيّة والاجتماعية والفنيّة ليتحقّق له ما لم يسبقْ أن تحقق لغيره، ويتبوّأ مكانة رفيعة في النسيج الأدبي المغربي بوصْفه إحدى أهمّ الظواهر الثقافية والشّعرية والفنيّة التي عرفها المغربُ والمغاربة.
كما يعبر بيت الشعر في المغرب عن شكره لأكاديمية المملكة المغربية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل على الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى هذه اللحظة الرفيعة، التي منحت لأحد أركان شعرنا المغرب، اعترافا أدبيا وفنيا بما هو مكوّن مرجعي من مكونات الهوية الثقافية المغربية العريقة.