بين أكادير والمحمدية تسليم مجموعة من الطيور والحيوانات لحديقة قرية الأحلام : الحسابات السياسوية و الإكراهات المادية… أعطاب فاضحة تعيق سلاسة النقل المدرسي بالمجال القروي

مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي، طفت على السطح عدة مشاكل طالت خدمات النقل المدرسي، وأثرت بشكل سلبي على عملية التحصيل والدراسة بالنسبة لتلاميذ بعض المناطق بالمجال القروي، حيث لوحظ على مستوى إقليم بنسليمان، ارتباك في استفادة المعنيين من النقل المدرسي، بعد أن تعطلت خدماته، في بعض الفترات، نتيجة الصراع الدائر بين الأغلبية والمعارضة ببعض الجماعات، وتدخل المنتخبين في تدبير هذا المجال، لتأمين و«تحصين» المنحة المالية التي تخصصها الجماعة للنقل المدرسي، والتي يتهافت عليها البعض، خاصة بعد تغير خريطة هاته الجماعات، عقب الانتخابات الجماعية الأخيرة. مما أدى إلى تنظيم مجموعة من الجمعيات التي تشرف على عملية النقل المدرسي وقفات احتجاجية ببعض الجماعات الترابية للفت انتباه المسؤولين إلى بعض الاكراهات التي تحول دون تأمين نقل التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية حيث يتابعون دراساتهم.
وفي هذا الصدد عبر بعض أعضاء الجمعيات التي تشرف على تدبير النقل المدرسي في تصريحات متفرقة، «عن امتعاضهم واستيائهم من تدخل بعض المنتخبين في هذا المجال، وجعل خدمات النقل المدرسي رهينة بين أيديهم، لخدمة أجندات سياسية وانتخابية ضيقة، وكذا الاستفادة من المنح المالية التي تدعم بها الجماعات المحلية هذه الخدمة». علما، تضيف تصريحات المعنيين، «أن البعض من المنتخبين يقومون بتأسيس جمعيات تعنى بالنقل المدرسي ويضعون في مكاتبها المسيرة أفرادا من العائلة (الأصول او الفروع) قصد الاستفادة من المنحة المالية»؟
وأشار بعض المتضررين من هذه العملية إلى «ان الانتقام بين المعارضة والاغلبية بالجماعات، وتسييس النقل المدرسي لأهداف انتخابوية، عاملان أساسيان في تدهور خدمات النقل المدرسي، تنتج عنهما استفادة مناطق ودواوير من هذه الخدمة، مقابل إقصاء أخرى، بالإضافة إلى تعطيل وتأخير استفادة بعض الجمعيات من المنحة المالية التي توفرها الجماعات وهو ما يخلق الارتباك، ويؤثر بشكل سلبي على التحاق تلاميذ المجال القروي بمؤسساتهم التعليمية لمتابعة الدراسة والتحصيل «ودعت نفس الأطراف المعنية إلى «ضرورة فصل العمل الجمعوي، عن ما هو سياسي لخدمة مجال النقل المدرسي».
ويرى بعض المهتمين بهذا المجال « أن عملية نقل التلاميذ بالمجان، بعد الاستفادة من المنحة من شأنها أن تحد من المشاكل المرتبطة بالنقل المدرسي»، مشددين على «ضرورة عدم مطالبة التلاميذ بتأدية واجبات النقل، ما دامت الجمعيات تستفيد من منح الجماعات».
ومن بين والاكراهات الأخرى التي يعاني منها النقل المدرسي بالمجال القروي، تدهور البنية التحتية ببعض الجماعات، حيث تردي أوضاع بعض الطرقات والمسالك القروية، مما تجد معه سيارات النقل المدرسي صعوبة في الولوج إلى بعض الدواوير لنقل التلاميذ، الشيء الذي يزيد من معاناة ومتاعب الآباء في الاستفادة من خدمة هذا المجال، وهو ما يتطلب، وفق ما جاء في تصريحات بعض الجمعيات المهتمة بالنقل المدرسي، من المجالس الجماعية، الانكباب على معالجة هذا الوضع، بإصلاح وتقوية المسالك القروية بمختلف الدواوير، لتسهيل عملية تنقل التلاميذ، خاصة في فصل الشتاء عند تهاطل الأمطار.
بالإضافة إلى بعض المشاكل المرتبطة بضعف المنح التي يتم تخصيصها في هذا الجانب، وضعف انخراط الآباء في الجمعيات، مما تجد معه هذه الأخيرة صعوبة في تأمين التلاميذ، وكذا في تأدية واجبات سائقي سيارات النقل المدرسي الذين تشغلهم الجمعيات، إضافة إلى مصاريف إصلاح وصيانة السيارات المستعملة.
وللإشارة، فإن هناك تباينا في علاقة بعض الجمعيات مع الجماعات الترابية، حيث نجد أن بعض الجمعيات تربطها علاقة شراكة مع الجماعة، حيث تقوم هذه الأخيرة بتقديم الدعم لها كتامين التلاميذ، إضافة إلى الاستفادة من المنحة، في حين أن بعض الجمعيات الأخرى لا تربطها أية شراكة مع الجماعة وتستفيد هي كذلك من المنحة المالية المخصصة للنقل المدرسي، وفي نفس الوقت نجد أن بعض الجماعات هي التي تدبر خدمات النقل المدرسي، حيث تقوم بتشغيل السائقين، وتأمين التلاميذ وتوفير وقود السيارات، والقيام بصيانتها وإصلاحها.
وارتباطا بذات الموضوع، فإنه لا يمكن للمرء أن ينكر المجهود الذي بذل في السنوات الأخيرة من طرف الجماعات الترابية (الجماعات المحلية، المجالس الاقليمية، والمجالس الجهوبة)، وكذا من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مجال الدعم الاجتماعي لمحاربة الهدر المدرسي، خاصة في مجال النقل المدرسي، حيث تم توفير عدد لا يستهان به من سيارات النقل المدرسي بمختلف الجماعات المحلية، لنقل تلاميذ العالم القروي، والمناطق النائية إلى المؤسسات التعليمية، حيث يتابعون دراساتهم، مما أدى إلى التخفيف من معاناتهم، وكذا تقليص نسبة الهدر المدرسي والتعثر الدراسي. لكن تبقى بعض المشاكل والاكراهات، التي تظهر بين الفينة والأخرى، عائقا امام تطور وتجويد مجال النقل المدرسي، ينبغي تجاوزها وإيجاد حلها ، ومن بينها المنح المالية التي تخصصها الجماعات المحلية، التي تسيل لعاب البعض من ضعاف النفوس، الشيء الذي يتطلب من المجالس المنتخبة تنظيم وتقنين عملية تخصيص المنح للنقل المدرسي، بعيدا عن الصراع السياسي والانتخابي، وذلك وفق معايير منطقية مضبوطة، والحرص على تحديد بعض الشروط قصد الاستفادة من هذه المنحة، كتوفر الجمعية على ملف قانوني وان تكون هذه الاخيرة نشيطة في مجال النقل المدرسي…


الكاتب : بوشعيب الحرفوي

  

بتاريخ : 10/11/2021

أخبار مرتبطة

    عدد الموقوفين على إثر أحداث الخميس بلغ 28 معتقلا   حالة من السخط في أوساط المحيط الجامعي والرأي

أزمة طلبة الطب في المغرب تعد تجسيدًا واضحًا للتوترات المتزايدة بين الدولة وفئة مهمة من الشباب المتعلم المقبل على سوق

أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تقريره السنوي الأول خلال ولايته الثانية، عن حصيلة وآفاق عمله لسنة 2023، كمؤسسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *