أرقى صيغة لتكريم المفكرين والباحثين الذين بصموا بفكرهم مرحلة معينة على المستوى الجامعي او الثقافي العام، هو كتاب يحوي من معارف العصر في مقالات رصينة. وهذا هو حال الأستاذ والمؤرخ المغربي محمد كنبيب الذي حقق وجودا علميا له أثر لافت في ما كتبه وما شارك به وما خلفه في الطلبة والباحثين وفي ما يخطط له في الحاضر والمستقبل، حينما تم إصدار مجلدين اثنين من كتاب «تاريخ المغرب المعاصر : الماضي والزمن الراهن» بمشاركة 31 باحثا بأوراق بحثية منها 11 باللغة العربية  والباقي باللغتين الفرنسية والانجليزية(491 صفحة)،  وقد نسق لهذا الكتاب خالد بن الصغير، وصدر ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط 2021.
مهد للكتاب عميد الكلية السيد جمال الدين الهاني، فيما كتب الأستاذ خالد بن الصغير المقدمة العامة للمجلدين. وذكر الأستاذ الهاني بأن مبادرة التكريم بهذه الصيغة العلمية  هو « رغبة في مواصلة الوفاء لتقاليد راسخة قوامها الحرص الدائم لكلية الآداب بالرباط على تكريم أساتذتها المتميزين ممن يبذلون قصارى جهدهم لتكوين الطالبات والطلبة، والذين يحتلون أيضا مكانة مرموقة ومتفردة بفضل ما أنجزوه من دراسات وأبحاث عالية المستوى في حقول تخصصاتهم المعرفية والعلمية».
وعاد خالد بن الصغير  في التقديم العام إلى التوقف عند مسار الأستاذ الباحث محمد كنبيب ومحطات التكوين والمهام ودوره العلمي البارز خلال أزيد من أربعة عقود من العطاء العلمي والتاريخي والوطني.
بالنسبة للأبحاث المشاركة في القسمين المحررين بالعربية واللغات الأجنبية،  والتي راعت الاهتمامات العلمية والثقافية للمحتفى به، و»متكاملة مع بعضها البعض، ومتناغمة إلى حد كبير مع الأهداف المتوخاة من إعداد هذا المجموع»، كما غطت من الناحية الزمنية مددا طويلة تنطلق من العصر الوسيط، مرورا بالحقبة الحديثة والمعاصرة، ووصولا إلى سنوات الزمن الراهن.
أما من حيث المواضيع التي عالجتها الأبحاث فقد جاءت في محورین: يتعلق أولها بالتاريخ والذاكرة وبقضايا الزمن الراهن في المغرب وخارجه؛ والثاني بتاريخ المغاربة اليهود في علاقتهم مع المغاربة المسلمين بمختلف أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. مواضيع تخص بالتحديد تاريخ الطائفة اليهودية وذاكرتها، سواء في البحث الجامعي أو في مختلف وسائل الإعلام، وكذا أوضاع المغاربة اليهود في حياتهم اليومية داخل الملاحات، وأيضا في علاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية مع جيرانهم المسلمين، الذين جمعتهم الأقدار للعيش معا منذ أزمنة غابرة في أرض المغرب.