عن دار النشر “ّبالكرايف ماكميلن” (Palgrave Macmillan)، صدر بالأنجليزية في فبراير الماضي كتاب “فريدة بنليزيد والسينما المغربية”( Farida Benlyazid and Moroccan Cinema ) لمؤلّفته فلورونس مارتان (Florence Martin)، متناولا بالدراسة والتحليل التجربة السينمائية لهذه المخرجة المغربية الرائدة. ويعتبر هذا الكتاب الجديد الإصدار التاسع والأخير، إلى حدود كتابة هذه السطور، ضمن سلسلة “دراسات بّالكرايف حول السينما العربية”.
يقع مؤلّف “فريدة بنليزيد والسينما المغربية” في 202 صفحة من الحجم المتوسّط، ويحمل بين دفتيه، إلى جانب مقدمة وخاتمة، ستة فصول: الأول: “طنجة وباريس: التعدّد اللغوي والنسوية”؛ الثاني: “طنجة والعودة إلى فاس: ‘باب السما مفتوح’ (1988)”؛ الثالث: “فاصل: المقاومة النسوية المناهضة للعولمة”؛ الرابع: “فريدة وفنّ الحلقة داخل المغرب وخارجه”؛ الخامس: “طنجة والعالم: ‘خوانيطا بنت طنجة’ (2005)”؛ السادس: “الصحراء والأطلس وطنجة”.
بعد ذلك، ذيّلت الكاتبة إصدارها ب: “خاتمة- طنجة”، ضمّنتها أيضاً حواراً أجراه فيصل الكندوزي مع بن اليازيد حول ترميم فيلمها “باب السما مفتوح”.
يبقى هذا الكتاب، على حدّ تعبير مؤلّفته، محاولة لردّ الاعتبار لمخرجة مغربية مبدعة، لا تحظى بشهرة كبيرة خارج المغرب، وإن كانت تعتبر داخل بلدها رمزاً ثقافياً وسيدة سينمائية محترمة، خصوصا وأن الكتابات الأنجلوساكسونية لم تتناول أعمالها السينمائية بشكل كافي لحد الآن.
يقارب هذا الكتاب الجديد جميع متون فريدة بنليزيد، سواء كانت أعمالا سينمائية أو تلفزية أو مسرحية أو نقدية أو سيناريستية، في قالب أوتوبيوغرافي كرونولوجي، جعل من مساراتها المهنية والشخصية منطلقاً لتحليل مختلف إبداعاتها سواء كانت أفلاما أو غير ذلك. وقد أغنت مارتان مؤلّفها بالحوارات العديدة التي أجرتها هنا وهناك مع بن اليازيد على امتداد أكثر من ست سنوات.
تجدر الإشارة إلى أن مارتان وويل هيكبي هما من قاما بترميم فيلم “باب السما مفتوح” (1988)، وذلك في إطار مشروع “السينما المغربية عبر- الوطنية” الذي موّلته جامعة إكستر بإنجلترا، والذي تضمّن أيضاً تنظيم ندوتين دوليتين حول السينما المغربية بمراكش (2016) وإيدنبورغ (2018)، وكذا إصدار كتاب “السينما المغربيّة بدون رقابة: أصوات غير مركزية، منظورات عبر- وطنيّة” (2020)، من تأليف ويل هيكبي وفلورونس مارتان وجمال باحماد.