يرتقب أن يصدر ضمن سلسلة «المغرب السينمائي»، التي يشرف عليها أحمد سيجلماسي، كتاب موسوم بعنوان: «الفيلموغرافيا السينمائية المغربية.. الأفلام الطويلة من 1955 إلى 2024»، ويأتي هذا الكتاب ليشكل إضافة نوعية إلى المكتبة السينمائية المغربية، إذ يعد الأول في السلسلة السينمائية المذكورة، والتي تسعى إلى إبراز الإنتاجات السينمائية المغربية وتوثيق مسار تطورها على مدى سبعين عاما، منذ استقلال المغرب وحتى نهاية سنة 2024، ومن خلال استعراض دقيق وشامل، يقدم الكتاب قراءة تحليلية لمسار السينما المغربية، مستعرضا تطور الإنتاجات الفيلمية، ومكانة المغرب في المشهد السينمائي العالمي، فضلًا عن رصد التحولات الكمية والنوعية التي شهدها هذا القطاع.
يتناول الكتاب يتناول في فصله الأول إطلالة تاريخية شاملة على السينما في المغرب، منذ بداياتها الأولى سنة 1897، حينما التُقطت أولى الصور السينمائية قبل فرض الحماية الفرنسية، يسلط الضوء على دور المغرب كوجهة رئيسية لتصوير الأفلام الأجنبية، مستفيدا من تنوعه الجغرافي والتاريخي الذي جعله فضاءً مثاليا لصناع السينما العالميين، كما يناقش الكتاب تحول المغرب إلى سوق لترويج المنتوجات السينمائية، حيث تزايد الإقبال على الأفلام الأجنبية، قبل أن تبدأ السينما الوطنية في فرض وجودها، ويخصص هذا الفصل أيضا حيزًا هاما للمخرجين المغاربة الذين لعبوا دورا أساسيا في بلورة ملامح السينما الوطنية، مقدما قراءة في مساراتهم وإبداعاتهم.
أما الفصل الثاني، فيركز على الأفلام السينمائية الطويلة التي أُنتجت في المغرب أو ساهم المغاربة في إنتاجها منذ سنة 1955 وحتى 2024، معتمدا على تقسيم زمني دقيق يبرز التزايد المطرد في عدد الأفلام المنتجة عبر العقود، فمن أربع أفلام فقط في خمسينيات القرن الماضي، انتقلت السينما المغربية إلى إنتاج ستة أفلام في الستينيات، قبل أن يتضاعف العدد في السبعينيات ليصل إلى سبعة عشر فيلما، ومع تعاقب العقود، شهدت السينما المغربية نموا ملحوظًا، إذ أنتجت 38 فيلما في الثمانينيات، و42 فيلما في التسعينيات، قبل أن تقفز إلى 112 فيلما خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واستمر هذا النمو ليصل إلى 216 فيلما في العقد الثاني، فيما أسفرت نصف العشرية الثالثة (2020-2024) عن إنتاج 136 فيلما، مما يعكس تطورا لافتا في الإنتاج السينمائي المغربي.
الفصل الثالث من الكتاب مخصص لاستخلاص الاستنتاجات بشأن هذا التطور، حيث يناقش مدى تنوع الإنتاجات المغربية، ومدى قدرتها على مواكبة التحولات الفنية والتقنية، فضلًا عن تأثير الدعم المؤسساتي والسياسات الثقافية على هذا النمو. كما يسلط الضوء على التحديات التي لا تزال تعترض السينما المغربية، سواء على مستوى التوزيع أو المنافسة في السوق المحلية والدولية، وبالنظر إلى الفراغ الذي تعاني منه المكتبة السينمائية المغربية من حيث التوثيق والتأريخ للظاهرة السينمائية، فإن هذا الكتاب يأتي ليسد جزءً من هذا النقص، ولو بشكل جزئي، من خلال تقديم مادة مرجعية غنية تجمع بين البعد التوثيقي والتحليل النقدي.
تحت إشراف الكاتب السينمائي أحمد سيجلماسي .. سلسلة «المغرب السينمائي» تفتتح إصداراتها بكتاب «الفيلموغرافيا السينمائية المغربية»

الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 19/03/2025