في ظل عجز المجلس الجماعي لمدينة الجديدة وعدم التزام مستشاريه بالوعود التي أطلقوها في حملاتهم الانتخابية قبل سنوات ، برزت بعاصمة دكالة ، مؤخرا ، ظاهرة مميزة ، تتعلق باحداث مجموعة من الحدائق والمساحات الخضراء بمختلف مناطق وشوارع المدينة من طرف مجموعة من الخواص والمستثمرين.
هذا وكانت مدينة الجديدة قد شهدت خلال العشر سنوات الماضية، تراجعا ملحوظا في مساحاتها الخضراء جراء الإهمال الذي طال أهم حدائقها من طرف المجالس المنتخبة ما أثار غضب الساكنة على المنتخبين في أكثر من منطقة. ورغم المجهودات التي قام بها المجلس الحالي ، قبل 3 سنوات، عندما مرر مشروع صيانة المساحات الخضراء بالمدينة الى شركة خاصة في إطار صفقة عمومية مقابل 200 مليون سنتيم سنويا، إلا أن هذه الصفقة كانت فاشلة، بكل المقاييس، حسب المتتبعين، بعد أن رفضت هذه الشركة صيانة مجموعة من الحدائق والمساحات الخضراء بالمدينة والتي تم انجازها في إطار شراكة مع المجلس الإقليمي أو في إطار شراكة مع الشركة العامة العقارية او شركاء آخرين، بدعوى أن المساحات الخضراء المنجزة غير مدرجة في اتفاقية الشراكة بين الطرفين..
تدخلات مسؤولين اقليميين ومنتخبين لدى مجموعة من الشركاء والخواص والمستثمرين من أجل المساهمة في رد الاعتبار للمساحات الخضراء بالمدينة، مبادرة أعطت ثمارها رغم محدوديتها .وكانت البداية من مدخل المدينة الجنوبي بطريق مراكش حيث قام خواص بالحي الصناعي بالجديدة باستثمار عشرات الملايين من السنتيمات حيث تم إنجاز مساحات خضراء شاسعة بمدخل المدينة على طول شريط الحي الصناعي مع انجاز رصيف عصري على جانب الطريق ، بالإضافة إلى زرع مجموعة من الأشجار، ما حول المنطقة الى بقعة خضراء في انتظار تعميم هذه المبادرة على باقي مداخل المدينة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد قام مجموعة من الخواص والمستثمرين، ايضا، بإحداث مجموعة من الحدائق والمساحات الخضراء كحديقة ساحة مدرسة عبد المومن الموحدي قرب حي السعادة والتي انجزت بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط، هذا الاخير الذي قام أيضا بتشجير عشرات المدارات الطرقية بالمدينة وغيرها من المبادرات الأخرى. وهناك أيضا حديقة تم إنجازها بتقاطع شارعي بن باديس وفارين، من قبل أحد المستثمرين الخواص، بطريقة عصرية. وحسب المعلومات التي توصلنا بها، فإن الاشغال بهذه الحديقة شارفت على الانتهاء، اذ قدرت تكلفتها بعض المصادر بأكثر من 30 مليون سنتيم، والتي تكلفت بها شركة تستثمر في مجال العقار، كما أن موقف السيارات الذي تم إنشاؤه بجانبها بقدر ما اعطى متنفسا، نظرا لاكتظاظ الشارع بالسيارات اثناء التوقف ، و التي كانت تشكل خطرا على الساكنة، بقدرما استفادت منه قاطنة الحي خاصة العمارات المجاورة التي تضم ازيد من 400 أسرة.
إن مثل هذه المبادرات تحمل في طياتها دلالات عميقة، كما أنها تسائل المصالح المسؤولة داخل الجماعة الحضرية عن دورها في حماية حدائق تاريخية بالمدينة، وكذا في ما يخص العمل على إحداث أخرى؟
تحمل في طياتها أكثر من دلالة : مبادرات خاصة ترد الاعتبار للمساحات الخضراء بالجديدة

الكاتب : مصطفى الناسي
بتاريخ : 07/01/2021