تحيين البيانات الخاصة بجميع المرضى يشكل تحديا للمشرفين على الحملة

فتح باب جديد للمناعة الجماعية بتمكين المصابين بأمراض
مزمنة من اللقاح ضد كوفيد 19

 

 

توجّه صباح أول أمس الأربعاء العديد من المواطنين والمواطنات المصابين بأمراض مزمنة صوب المراكز الصحية القريبة من محلات سكناهم، من أجل الاستفادة من الجرعة الأولى من أحد اللقاحين المضادين لفيروس كوفيد 19 المستعملين في الحملة الوطنية، التي أعطى انطلاقتها قبل مدة الملك محمد السادس. وتوصل مجموعة من المعنيين برسائل نصية يوم الثلاثاء تبشرهم بحلول موعد استفادتهم من اللقاح، وإلى جانب ذلك طاف العديد من أعوان السلطة على المنازل بمختلف الأحياء، لإشعار سكانها المصابين بأمراض مزمنة بالخبر، الذي سيساهم بدون شك في تبديد حالة الخوف التي ظلوا يعيشونها طيلة الأشهر الفارطة، ويزرع الطمأنينة في قلوبهم في انتظار تحقيق المناعة الجماعية المرجوة.
ووجد عدد من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كالقصور الكلوي والذين يخضعون لحصص غسيل الكلي، والذين يعانون من السكري والضغط الدموي إلى جانب آخرين ممن يتابعون وضعهم الصحي بالمراكز الصحية ويتوفرون على سجلات بها أنفسهم ضمن لائحة المستفيدين بشكل تلقائي، في حين تعذّر الأمر على غيرهم، خاصة ممن دأبوا على اقتناء الأدوية وأصبحت لديهم ثقافة صحية وقائية من خلال التعايش مع المرض المزمن، لا سيما الأمراض التي تتطلب حدّا معينا من الوقاية واستعمال الدواء الوقائي أو العلاجي خلال الإصابة بأزمة من الأزمات كمرض الربو نموذجا.
وإذا كانت عملية تتبع المرضى المصابين بأمراض مزمنة سهلة في المناطق القروية والجبلية، بحكم التجاء السكان بصفة مستمرة للمركز الصحي القريب منهم، باعتباره الوحدة الصحية الوحيدة الأقرب إليهم وبالتالي تتوفر فيه جميع المعطيات والبيانات المطلوبة، فإن الأمر يعتبر صعبا وتعتريه العديد من الإكراهات والصعوبات في المدن، خاصة الكبرى منها، التي يقتصر تتبع الوضع الصحي فيها على فئات بعينها كالحوامل والرضع والمصابين بالسكري والضغط الدموي، وهو ما يشكل استثناءات مقارنة بحجم الأمراض المزمنة المتفشّية في المجتمع.
وعمل عدد من مسؤولي المراكز الصحية خلال الأيام الأخيرة على تجميع كل البيانات المتوفرة لديهم والتي تخص المرضى، من أجل تكوين صورة شبه واضحة عن المصابين بأمراض مزمنة في دائرة النفوذ الترابي لكل مركز صحي، أخذا بعين الاعتبار المعطيات التي تتوفر عليها الجمعيات الشريكة في المجال الصحي، على أن تتسع الدائرة لتتم الاستعانة بالسلطات المحلية من أجل تحيين قاعدة المعلومات الصحية للمواطنات والمواطنين، بما يضمن عدم حرمان أي شخص تتوفر فيه شروط الاستفادة من اللقاح بسبب خلل في التواصل أو في التقدير، وحتى يستفيد منه إسوة بغيره، وربح مسافة زمنية أكبر في سباق التلقيح وبلوغ خط وصول المناعة الجماعية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 26/02/2021