تدشين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير باليوسفية

جرى، أول أمس الخميس باليوسفية، تدشين فضاء للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، وذلك في غمرة الاحتفالات المخلدة للذكرى 45 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى الـ65 للأعياد الثلاثة المجيدة.
وهكذا، أشرف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، بمعية عامل إقليم اليوسفية، محمد سالم الصبتي، على تدشين هذا الفضاء الذي يعد حلقة لشبكة من الفضاءات المنجزة عبر التراب الوطني بلغ تعدادها إلى حدود الآن 95 فضاء.
ويندرج إحداث فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة اليوسفية، المنجز على مساحة 400 متر مربع بكلفة إجمالية تبلغ مليون و200 ألف درهم، في إطار ثمرة تعاون وشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعمالة إقليم اليوسفية ومجلس جهة مراكش آسفي والمجلس الإقليمي لليوسفية والمجلس الجماعي لليوسفية.
ويحتوي هذا الفضاء على رواق لعرض الوثائق التاريخية والمخطوطات والصور والتحف والأدوات والمعدات من قطع الأسلحة والألبسة واللوازم التي جرى استخدامها إبان فترة الكفاح الوطني، ومكتبة ثقافية وفكرية وتاريخية، وقاعة للتواصل لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير وأبنائهم من ذوي حقوق الشهداء والمتوفين. كما يتضمن فضاء الذاكرة التاريخية قاعة للمطالعة تمثل نقطة للقراءة والبحث التاريخي، وقاعة للسمعي البصري وقاعة للتكوين والتأهيل المدمج في مجال التشغيل الذاتي وقاعة للندوات والمحاضرات، وفضاء للتنشيط الثقافي والتأطير التربوي في الوطنية والمواطنة، إلى جانب مرافق إدارية وصحية. وفي كلمة بالمناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن «إحداث فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بهذه المدينة ينبع من المكانة الرائدة التي تتبوأها منطقة اليوسفية في خريطة تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة ضد الاحتلال الأجنبي».
وأضاف الكثيري أن هذا الفضاء الرمزي يعد «مرآة تعكس حجم ومدى التضحيات والبطولات والنضالات التي أسداها نساء ورجال قبائل المنطقة ضد الوجود الاستعماري المشهود لهم بولائهم ووفائهم للعرش العلوي المنيف، والمجبولون على قيم الالتزام والغيرة الوطنية وسمات الشجاعة والشهامة والعزة والإباء».
وذكر بأن الهدف من هذه الفضاءات هو «تأمین واحتضان المعروضات المتحفية التاريخية والأدبية والفنية ذات الصلة بأمجاد وروائع الكفاح الوطني وبأعمال المقاومة وجيش التحرير، وتتجلى المعروضات المؤثثة لهذه الفضاءات في الوثائق والمستندات التاريخية والمخطوطات والمعدات والأدوات، وكل اللوازم التي تم استخدامها في الفعل الفردي والجماعي للمقاومة».
وأبرز أن هذه «المعروضات واللوازم التاريخية تشكل وسائط التواصل مع الذاكرة التاريخية وتجسد مواقف حركة المقاومة وجيش التحرير إبان فترة الكفاح الوطني من أجل الاستقلال والوحدة الوطنية».
وأوضح أن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، هو أداة اتصال وتواصل تعنى بنقل ثقافة وفكر وتاريخ ونمط حياة نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير من جيل إلى جيل عبر ما توفره من وسائط تجمع بين المقروء والمرئي والمسموع، ويعتبر رديفا للمؤسسة التعليمية في ما يعود للرسالة الموكولة له والمنوطة به، وهو دعامة أساسية للتعلم وتنمية حب المعرفة. وخلص الكثيري إلى التأكيد على أن «المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تعمل جاهدة لصيانة أرصدة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية، وتكريم رموز وأعلام المقاومة وجيش التحرير واستظهار أمجاد وروائع الكفاح الوطني ومكنونات تاريخنا المشرق والتعريف به للناشئة والأجيال المتعاقبة».
وعلى هامش تدشين هذا الفضاء، تم تكريم سبعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من صفوة أبناء هذه الربوع المجاهدة، وذلك تقديرا لأعمالهم الوطنية وتضحياتهم الجسام وإسهاماتهم البارزة في مسلسل نيل الحرية والاستقلال.


بتاريخ : 21/11/2020