تزداد أوضاعهن قساوة في فصل البرودة، تلميذات بـ «إغرم» يطالبن الجهات المسؤولة بالتدخل للتخفيف من معاناتهن وإنقاذ مسارهن التعليمي

منذ سنوات وجمعيات المجتمع المدني بجماعات «والقاضي، النحيت، وتيسفان» – إقليم تارودلنت، «تنوب» عن وزارة التربية الوطنية في توفير «منح» التلميذات اللواتي يتابعن دراستهن في إعدادية وثانوية الأرك، هذه المؤسسة التي يدرس بها أبناء سبع عشرة جماعة تابعة لدائرة إغرم، ما يناهز أكثر من ألف تلميذ وتلميذة سنويا، والتي لا تتوفر على الماء الشروب، وقد قام التلاميذ هذه السنة 2021 كسابقاتها، بوقفات احتجاجية طلبا للماء وتحسين التغذية، حيث تم توفير التغذية نسبيا مع استمرار الخصاص في مادة الماء الشروب للداخليين، إلى أن قام أحد المحسنين من جماعة والقاضي بداية شهر نونبر 2021، بحفر بئر على نفقته وتزويده بمضخات، ولا تزال الأشغال جارية لإيصال هذه المادة الحيوية إلى دار الطالب والطالبة بعد إيصالها إلى الداخلية التي يتواجد بها من حصلوا على المنحة رغم قلتهم.
أما بالنسبة لغير الممنوحين والمتواجدين في دار الطالب والطالبة والتي كانت تسمى خيرية اغرم، فالوضعية أكثر تدهورا، كما يستشف من تصريحات بعض التلميذات المبثوثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن شهادات بعض الآباء ومتتبعين للشأن الاجتماعي بالمنطقة.
تشرح «مراسلة صوتية» لإحدى التلميذات الوضع المتأزم كما يلي: «..كما تعلمون مركز إغرم معروف بالبرد القارس، وعليك أن تذهب في السادسة صباحا إلى الصهريج أسفل البناية، لتأتي بماء جد بارد كأنك أخذته من الثلاجة، تتوضأ به وتغسل به يديك ووجهك»، لافتة إلى أنه « بالنسبة للتلاميذ المنتمين إلى الداخلية، فبعد احتجاجهم زودوهم بالماء الساخن بواسطة الصنابير»؟، مضيفة «ليست هناك تغذية كافية في الفطور: كأس ما يشبه القهوة وربع خبزة جد يابس، والغداء» لوبيا أو عدس» أو «المرق اليابس»، العشاء حساء أبيض أو» شعرية» لا تصلح للأكل مع نصف خبزة أو ربعها… وعليك أن تترك النصف أو الربع إلى الفطور صباحا»، متسائلة « كيف يمكن لنا أن نتابع الدراسة في ظل هذه الوضعية؟».
ظاهرة أخرى طالما اشتكت منها مجموعة من التلميذات في السنة الماضية، وهذه السنة، تتمثل في ما يتعرضن له من إزعاج وتضييق ليلا من طرف بعض المقيمات في الدار، في الثالثة أو الرابعة صباحا، من خلال القيام بتحريك أسرتهن وجرهن من أرجلهن حتى تسقط إحداهن من سريرها». وقد تقدمت المتضررات من هذه المسلكيات غير التربوية بشكايات للجهة المعنية المعنية دون جدوى؟
ووفق «المراسلة الصوتية» ذاتها، فإن «هذه المشاكل ما كانت لتقع لو قامت جمعية الآباء بواجبها المتعلق بالمراقبة وبالاستفسار عن معاناتهن، والبحث عن حلول للمساهمة في حلها، علما بأن الإزعاج الليلي تكون له تداعيات نفسية وجسدية خطيرة».
لقد كانت نبرات صوت التلميذة المشتكية جد معبرة عن معاناة هذه الفئة من التلميذات، وهي رسالة قوية إلى الجهات المسؤولة، من أجل التحرك لوضع حد لكل أسباب هذه المعاناة، وذلك تفاديا لأية عواقب وخيمة لاستمرار الوضع على ما هو عليه من تأزم، علما بأن عشرات الفتيات بالمنطقة يغادرن التعليم بعد القسم السادس، فيجدن أنفسهن «يتسكعن» مرغمات في الدواوير، أو يذهب بهن للعمل كخادمات في المنازل بهذه المدينة أو تلك؟
وارتباطا بموضوع التربية والتعليم، دائما، نذكر بطلبات بناء إعدادية وداخلية بوالقاضي منذ 2015، حيث تم عقد شراكة بين مديرية التعليم بتارودانت ورؤساء الجماعات الثلاث «والقاضي، النحيت وتيسفان»، وسلم أحد أبناء والقاضي بقعة من هكتارين بعد تحفيظها لمديرية التعليم، وتكونت لجنة سداسية للمتابعة، وعقدت اجتماعات في المديرية، الأكاديمية وفي العمالة مرات عديدة، وكتبت مقالات في هذا المنبر، باعتبار أن بناءها سيخفف من معاناة تلاميذ وتلميذات إعدادية / ثانوية الأرك، لكن الجواب ظل عبارة عن تكرار وعود لا تترجم على أرض الواقع؟


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 25/11/2021