يدخل المنتخب الوطني مباراته المصيرية أمام الكونغو الديمقراطية، عن إياب الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات مونديال قطر 2022، المقررة بداية من السابعة والنصف من مساء يومه الثلاثاء، برهان انتزاع بطاقة العبور، في ظل الامتياز المعنوي الكبير الذي حققه قبل ثلاثة أيام بالعاصمة كينشاسا، عندما عاد بتعادل ثمين 1 – 1، في لقاء كان بالإمكان أن ينهيه لصالحه لولا ضربة الجزاء، التي أهدرها المهاجم ريان مايي.
وإذا كانت مباراة الذهاب قد جرت في أجواء صعبة نوعا ما، حيث خلقت أرضية الميدان ذات العشب الاصطناعي مشاكل للاعبين، ولم تساعدهم على تقديم إمكانياتهم التقنية والتكتيكية، وكذا الطقس الحار والعالي الرطوبة، فإن مباراة اليوم المقررة بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء ستدور في أجواء مثالية، وعلى اللاعبين تقديم مستواهم الحقيقي خلال التسعين دقيقة، التي تفصلهم عن تحقيق التأهل الثاني على التوالي، بعد دورة 2018 بروسيا، التي عادوا فيها إلى الأجواء المونديالية بغد غياب دام عقدين.
ورغم أن التعادل السلبي يمكن أن يحملهم إلى الدوحة، إلا أن أسود الأطلس مدعوون إلى البحث عن الفوز، وتفادي أي مفاجأة غير سارة، لأن الفريق الكونغولي يضم لاعبين بمهارات تقنية وبدنية عالية، ويمكنهم أن يخلقوا متاعب كبيرة للعناصر الوطنية، خاصة على مستوى النزالات الثنائية.
ومنحت مباراة الذهاب بكينشاسا للناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش معطيات كافية حول لاعبي المنتخب الخصم، كما أنها كشفت له بعض أخطائه التقنية، ولاسيما البناء التكتيكي، لأن ثنائية النصيري وريان مايي لم تكن فعالة، وحدت من خطورة المنتخب الوطني، لأن مهاجم إشبيلية لم يكن في موعده، ولم يتحسن الأداء إلا في الجولة الثانية، بعدما أشرك بوفال والكعبي والتيسودالي، الذي سجل هدف التعادل بطريقة رائعة.
ومباشرة بعد العودة إلى أرض الوطني، صباح السبت الماضي، انخرط الفريق الوطني في أجواء التحضير لمباراة الإياب، حيث كانت أولى الحصص التدريبية بملعب الراسينغ البيضاوي من أجل إزالة العياء، قبل يخصص الناخب الوطني حصتي الأحد والاثنين لوضع الرتوشات الأخيرة على المجموعة التي سيدخل بها مواجهة اليوم.
ورغم أن المنتخب الوطني قدم مسيرة رائعة في دور المجموعات بالتصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، وبعد عروض مقبولة في أول مبارتين له بدور المجموعات بنهائيات أمم إفريقيا، إلا أن أداء اللاعبين تراجع في باقي المباريات، حيث أظهرت المباراة الثالثة أمام الغابون كثيرا من النقائص، وأيضا مباراة ثمن النهائي ضد منتخب مالاوي، رغم أنه كسبها بهدفين مقابل هدف واحد، قبل أن تكشف مباراة الربع أمام الفراعنة جبنا تكتيكيا للناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، الذي لم يحسن استغلال هدف التقدم المبكر، وتراجع إلى الوراء فكانت النتيجة هي الإقصاء.
وحتى خلال مباراة الذهاب بكينشاسا، لم يكن العطاء المغربي مقنعا، وكادت النخبة الوطنية أن تتجرع مرارة هزيمة ثقيلة، بالنظر إلى كم الأخطاء التي تم ارتكابها، ولاسيما في الشوط الأول، مما يفرض على الناخب الوطني تحمل مسؤوليته، وضبط حساباته، وتفادي أي تهاون يمكن أن تكون عواقبه وخيمة، لأن المنتخب الخصم لن يأتي من أجل تسجيل الحضور، بل سيدافع عن حظوظه بكل قوة، وسيخرج للعب دون أي تحفظات.
وعموما فإن المنتخب الوطني يعج بالمواهب الكروية الرفيعة، التي تحتاج فقط إلى حسن الاستغلال والتوظيف الجيد، والتحلي بالجرأة التكتيكية اللازمة.
تسعون دقيقة تفصله عن مونديال قطر … الناخب الوطني مطالب بالتوظيف الجيد للاعبين والتحلي بالجرأة التكتيكية اللازمة

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 29/03/2022