تشكل إكراها يؤرق ساكنة المناطق النائية بدرعة – تافيلالت … حرارة الصيف تعيد خطر لدغات العقارب والأفاعي إلى الواجهة في ظل «غياب» الأمصال المضادة للسموم في أكثر من مستشفى؟

خلال فصل الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة تتزايد مخاطر لدغات الأفاعي والعقارب في العديد من المناطق، خاصة النائية منها، وغالبا ما يكون الأطفال و المسنون ضحايا لها ، حيث يطرح موضوع قلة الإمكانات وعجز الكثيرين عن الوصول إلى المراكز و المستشفيات البعيدة، فضلاً عن نقص أو غياب الأدوية والأمصال المضادة للسموم لتفادي حدوث مضاعفات قد تصل حد الوفاة.
ومن آخر النماذج ما وقع مؤخرا ليافع بقيادة «تازارين» اقليم زاكورة، الذي لدغته أفعى أدخل على إثرها الى العناية المركزة بمستشفى ورزازات، حسب مصدر جمعوي، مضيفا «أن اليافع «16 سنة» تعرض للدغة الافعى أثناء رعيه لقطيع أغنام، لتنطلق معاناته وذويه، بسبب غياب المصل المضاد للسموم، إذ لم يتلق أي علاج بمنطقته «تازارين» ليتم نقله عبر سيارة إسعاف غير مجهزة بالأوكسجين إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة ، الذي استعصى فيه أيضا تلقيحه بالمصل المضاد ، ليتم توجيهه الى المستشفى الاقليمي لورزازات ، ما جعل اليافع يصل الى المستشفى وقد انتفخت رجله وتغير لونها و بدأ جلدها يتفتت»؟
«إن غياب الأمصال و الأدوية المضادة للسموم في بعض مراكز ومستشفيات جهة درعة تافيلالت، يشكل إكراها يؤرق ساكنة المنطقة وزوارها كلما ارتفعت درجة الحرارة» تقول مصادر جمعوية، متسائلة عن «عجز الجهات المسؤولة عن توفيرها بالشكل المطلوب، علما بأن العديد من المآسي سجلت سابقا وأعطيت وعود من أجل عدم تكرارها»، مشيرة إلى «أن عددا من مستوصفات المناطق النائية تفتقر إلى الأطر الطبية والتجهيزات اللازمة، ما يؤدي إلى نقل المرضى إلى مستشفيات بعيدة، ما يجعل العواقب وخيمة».
وحسب المصدر الجمعوي ذاته، فإن «وفيات سبق أن هزت تجمعات سكنية عديدة في فصل الصيف»، مذكرا بـ «وفاة طفلة بمنطقة «تاغبالت» بسم عقرب، وسيدة حامل لدغتها أفعى بمنطقة «صاغرو» الجبلية، ليتم نقلها على حمار الى الطريق لتنقل الى مستشفى القرب بـ «النقوب» الذي لم يكن يتوفر على المصل، فأرسلت الى ورزازات»، متسائلا: «هل تحولت مستشفيات القرب بالجهة إلى مجرد محطات طرقية؟»، لافتا إلى «أن بعض ضحايا اللدغات السامة تم إرسالهم الى مراكش و الى الدار البيضاء؟،» وهو الوضع «الذي يطرح من جديد سؤال عدم توفر مستشفى جامعي بالجهة للحد من الاعتماد على جهات أخرى في مثل هذه الحالات المستوجبة لتدخل علاجي سريع؟»، مستشهدا بوفاة الطفلة «دعاء» بمنطقة «النقوب» سنة 2019، «جراء غياب الأمصال ضد سموم العقارب وغياب الإمكانيات الطبية للإنعاش»، وكذا الطفلة» إيديا»، «التي أصيبت بنزيف دماغي بعد سقوطها على الدرج لغياب السكانير بالمستشفى»؟


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 30/06/2022