طلبة كليات الطب والصيدلة يردّون على آيت الطالب والميراوي بالدعوة لإنزال وطني أمام البرلمان

تضارب في تقييم نجاعة تدابير الوزارتين لتفعيل الإصلاح في مجال التكوين الصحي

 

لم يتأخر جواب طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة سريعا بعد الندوة الصحفية التي عقدها آيت الطالب والميراوي؛ والتي أكّد خلالها الوزيران على تطبيق قرار تقليص مدة التكوين إلى ست سنوات عوضا عن سبعة، وعن المضي قدما لأجرأة وتفعيل الاستراتيجية التي وضعتها الدولة في هذا الصدد، التي شددا على أنها جاءت بناء على تشخيص شامل رصد مكامن الخلل في المنظومة الصحية؛ إذ أعلن الطلبة من خلال لجنتهم الوطنية عن رفضهم لهذا القرار، تحت مبرر «عدم وجود تصور واضح لإصلاح شامل وواقعي لمنظومة التكوين الطبي، ولما لهذا القرار من تأثير سلبي مباشر على جودة تكوين طبيب مغرب الغد».
وأعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، تبعا للندوة الصحفية الرسمية التي تم عقدها وتعقيبا على ما جاء فيها، عن عزمها عقد ندوة صحفية يوم الاثنين 26، ودعت في نفس الإطار، في بلاغ لها، إلى إنزال وطني للطلبة يوم الخميس 29 من الشهر الجاري أمام البرلمان، معربة بالمقابل عن استعدادها للمشاركة في حوار، تريده «جادا ومسؤولا وفي اجتماعات مسؤولة للدفاع عن الكلية والمستشفى العموميين». وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أعلنتا عن عدد من التدابير من أجل التخفيف من حدة الأزمة التي تعرفها كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة جراء مقاطعة الطلبة للامتحانات، وهي الإجراءات التي رفضها عدد من طلبة الطب في تصريحات للجريدة، واعتبروها لا تجيب عن الأسئلة الحارقة المتعلقة بمستقبل التكوين الطبي في المغرب وآثار ذلك على صحة المواطنين والصحة العامة، خاصة في ظل ضعف أرضيات التداريب والاكتظاظ وغيرها من المعيقات الأخرى.
هذا الموقف، لم يتقاسمه مع أصحابه عدد من الفاعلين الصحيين الذي استقت «الاتحاد الاشتراكي» رأيهم في الإجراءات التي تم الإعلان عنها، الذين أكدوا على أن ما تحقق لأطباء الغد لم يتحقق لمن سبقوهم في هذه المهنة، سواء من تقاعدوا أو الذين مازالوا يمارسونها إلى غاية اليوم، مستدلين على ذلك بقرار القطع مع شرط الترخيص لاجتياز مباريات الإقامة، وبطي صفحة استكمال مدة ثماني سنوات التي تقلّصت إلى ثلاثة، وبالتالي أصبح ممكنا للأطباء الشباب بعد هذه المدة القصيرة اعتماد خيارات أخرى، إلى جانب العمل في تراب الجهة التي درسوا وتخرّجوا فيها، فضلا عن العمل مباشرة بالرقم الاستدلالي 509، الذي تم اعتباره مكسبا كبيرا، مشيرين إلى أن النقطة المتعلقة بمدة التكوين يمكن تجاوزها باعتماد خيارات متعددة، وهو ما يجب أن يكون موضوع حوار هادئ وعقلاني بين كافة الأطراف للتوصل إلى حلول تخدم المصلحة العامة، علما بأن هذه المدة التي تمت التوصية بالعمل بها هي نفسها المعتمدة في العديد من الدول.
وتعليقا على الموضوع، أكد رشاد الملوكي، عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن مقاطعة الامتحانات ستتواصل لأن الوزارتين لم تقدما حلا في هذا الصدد، وعوض ذلك عملت وزارة التعليم العالي على إعادة برمجة الامتحانات ردّا على احتاج الطلبة، الأمر الذي لم يكن مفهوما، وهو ما أدى إلى استمرار الإضراب الذي كان ناجحا بكل المقاييس». وشدد الملوكي على أن عدم تحقيق نقاط الملف المطلبي، وعلى رأسها النقطة المتعلقة بسنوات الدراسة، لن يزيد الوضع إلا تعقيدا، مؤكدا على أن هناك أزمة الثقة سببها عدم تنفيذ العديد من الالتزامات السابقة التي تم التعهد بها قبل سنوات، والتي لم تفعل لحد اليوم، مما يجعل من كل ما يتم الترويج له مجرد وعود شفوية لا تتوفر على ضمانات التنزيل.
وأوضح رشاد في تصريح للجريدة أن الطلبة يستغربون اللغة التي سادت ندوة الوزيرين الصحفية، وما تضمنته من تبخيس وتهديد واتهامات، مبرزا أن طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة ليسوا بمنتوج بل هم أطباء الغد، وبأن قراراتهم تتخذ بشكل ديمقراطي في إطار جموع عامة مفتوحة وتعبر عن وعيهم الجماعي، مختتما تصريحه بالتأكيد على أن سنة بيضاء تعتبر أرحم من مستقبل أسود.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/02/2024