تطورات‭ ‬إقليمية‭ ‬وتحديات‭ ‬دولية‭ ‬دفعت‭ ‬بتهميش‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية

 

 

‭ ‬‬تواجه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واقعا‭ ‬من‭ ‬التهميش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بتطورات‭ ‬إقليمية‭ ‬وتحديات‭ ‬دولية‭ ‬يؤكد‭ ‬مراقبون‭ ‬فلسطينيون‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭.‬
‭‬ويجد‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أنفسهم‭ ‬أكثر‭ ‬عزلة‭ ‬ويفتقدون‭ ‬لدعم‭ ‬حلفاء‭ ‬تقليديين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬أمريكية‭ ‬أظهرت‭ ‬مواقف‭ ‬عدائية‭ ‬ضدهم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتقدم‭ ‬فيه‭ ‬إسرائيل‭ ‬إقليميا‭ ‬بإبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬للتطبيع‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬ووقعت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬اتفاقيتين‭ ‬لإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬برعاية‭ ‬أمريكية‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تم‭ ‬اعتبارها‭ ‬بأنها‭ ‬الأكثر‭ ‬تهميشا‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬اعترف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بالقدس‭ ‬عاصمة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2017‭ ‬ثم‭ ‬أطلق‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬خطة‭ ‬سلام‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬معروفة‭ ‬إعلاميا‭ ‬باسم‭ “‬صفقة‭ ‬القرن‭”. ‬
وفيما‭ ‬رفض‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬بشدة،‭ ‬أي‭ ‬تعاط‭ ‬مع‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬وأعلنوا‭ ‬مقاطعة‭ ‬واشنطن‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬اعتبروه‭ ‬تعديا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬فإنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬لسلسلة‭ ‬ضغوطات‭ ‬قادت‭ ‬لتهميش‭ ‬إقليمي‭ ‬كبير‭ ‬لقضيتهم،‭ ‬وطرح‭ ‬المسؤولون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬مبادرة‭ ‬لكسر‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬لتراجع‭ ‬قضيتهم‭ ‬عبر‭ ‬الدعوة‭ ‬لانعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬بمشاركة‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬أي‭ ‬آليات‭ ‬فعلية‭ ‬لتنفيذها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وسط‭ ‬معارضة‭ ‬أمريكية‭ ‬وإسرائيلية‭.‬
‭ ‬متغيرات‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬

يقر‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬السابق‭ ‬نبيل‭ ‬عمرو‭ ‬بحالة‭ ‬التراجع‭ ‬الكبيرة‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الدعم‭ ‬التقليدي‭ ‬لها‭ ‬متمثلا‭ ‬بالدول‭ ‬العربية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬بسبب‭ “‬إمعان‭” ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ويقول‭ ‬عمرو‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ (‬شينخوا‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬وحلفاءها‭ ‬عملوا‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬على‭ ‬تهميش‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومارسوا‭ ‬ضغوطا‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬وعلى‭ ‬رأس‭ ‬ذلك‭ ‬فرض‭ ‬التطبيع‭ ‬المجاني‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬فرض‭ ‬التطبيع‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬لضرورة‭ ‬أن‭ ‬يسبق‭ ‬ذلك‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ألقى‭ ‬بتداعيات‭ ‬جسيمة‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ “‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬دولا‭ ‬عربية‭ ‬كثيرة‭ ‬تفضل‭ ‬مصالحها‭ ‬واعتباراتها‭ ‬الخاصة‭”‬،‭ ‬وأعلنت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬ستقيم‭ ‬علاقات‭ ‬رسمية‭ ‬وتطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الرفض‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لأي‭ ‬خطوة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬واعتبارها‭ ‬مخالفة‭ ‬لمبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬ومبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬بادرت‭ ‬إلى‭ ‬صياغتها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وتبنتها‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬وتنص‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬تطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭ ‬والفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬وفيما‭ ‬شكلت‭ ‬المبادرة‭ ‬العربية‭ ‬عند‭ ‬إطلاقها‭ ‬دعما‭ ‬للموقف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عبر‭ ‬تكتل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وراء‭ ‬مطلب‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فإن‭ ‬تجاوزها‭ ‬الآن‭ ‬يشكل‭ ‬دلالة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬المتغيرات‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬
‭ ‬ويبرز‭ ‬عمرو‭ ‬أن‭ ‬فرض‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬معادلة‭ “‬السلام‭ ‬مقابل‭ ‬السلام‭” ‬يشكل‭ ‬انقلابا‭ ‬كبيرا‭ ‬ضد‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تجذب‭ ‬فيه‭ ‬أزمات‭ ‬عديدة‭ ‬جديدة‭ ‬اهتمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فرض‭ ‬التطبيع‭ “‬المجاني‭” ‬قبل‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ “‬يترك‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سند‭ ‬عربي‭ ‬داعم‭ ‬لهم‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التفوق‭ ‬الشامل‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬الصراع‭”.‬
‭ ‬غياب‭ ‬مساءلة‭ ‬إسرائيل

‬يرى‭ ‬مراقبون‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬مساءلة‭ ‬دولية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والتراجع‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬ضدها‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬ضغوط‭ ‬لتنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬يمثل‭ ‬مؤشرا‭ ‬إضافيا‭ ‬على‭ ‬تهميش‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬واشتكى‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬مرارا‭ ‬من‭ ‬صدور‭ ‬عشرات‭ ‬القرارات‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬والجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تتعلق‭ ‬بقضيتهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬طريقها‭ ‬للتنفيذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬وبينما‭ ‬حصلت‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬عضو‭ ‬مراقب‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬فشلت‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬التالية‭ ‬لحشد‭ ‬دعم‭ ‬مناسب‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬تمثيلها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬ويقول‭ ‬الكاتب‭ ‬والمحلل‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬هاني‭ ‬المصري،‭ ‬إن‭ ‬أسبابا‭ ‬عديدة‭ ‬محلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬صدارة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأولى‭ ‬ودفعتها‭ ‬لمربع‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬التهميش،‭ ‬ويضيف‭ ‬المصري‭ ‬لـ‭ (‬شينخوا‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ “‬شبه‭ ‬غياب‭” ‬دولي‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬جدي‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ “‬حيث‭ ‬تتحرر‭ ‬إسرائيل‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬من‭ ‬ضغط‭ ‬المساءلة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسياساتها‭ ‬التي‭ ‬تكرس‭ ‬الاحتلال‭”‬،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬بروز‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬تحوز‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مثل‭ ‬أزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والتداعيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وملفات‭ ‬أكثر‭ ‬سخونة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مثل‭ ‬إيران‭ ‬وتداعيات‭ ‬ثورات‭ “‬الربيع‭ ‬العربي‭”. ‬ويشدد‭ ‬المصري‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬الدعم‭ ‬العربي‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يشكل‭ ‬علامة‭ ‬تهميش‭ ‬قوية‭ ‬لها‭ “‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬العمق‭ ‬العربي‭ ‬وانشغاله‭ ‬بحالة‭ ‬صراع‭ ‬وأزمات‭ ‬داخلية‭ ‬أفضت‭ ‬لاستبدال‭ ‬الأولويات‭”. ‬وينبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أصبحت‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اشتراط‭ ‬إنهاء‭ ‬احتلالها‭ ‬للأراضي‭ ‬العربية‭ ‬والفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬حدة‭ ‬التراجع‭ ‬بالموقف‭ ‬العربي‭ ‬الرسمي‭.‬

‭ ‬أسباب‭ ‬فلسطينية‭ ‬ذاتية

ويؤكد‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أن‭ ‬يلوموا‭ ‬أنفسهم‭ ‬أولا‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬وتيرة‭ ‬تهميش‭ ‬قضيتهم‭ ‬وغياب‭ ‬الدعم‭ ‬الخارجي‭ ‬الجدي‭ ‬لهم‭ ‬سياسيا‭ ‬وماليا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الداخلي‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬ويعتبر‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬القدس‭ ‬أحمد‭ ‬رفيق‭ ‬عوض‭ ‬أن‭ ‬الانقسام‭ ‬الداخلي‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأفقد‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬القيادات‭ ‬الفلسطينية‭. ‬ويقول‭ ‬عوض‭ ‬لـ‭ (‬شينخوا‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬الانقسام‭ ‬الداخلي‭ ‬خلق‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بحيث‭ ‬جعل‭ ‬العالم‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬جهتين‭ ‬فلسطينيتين‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬تروج‭ ‬أنها‭ ‬الشرعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬ذريعة‭ ‬لبعض‭ ‬الأطراف‭ ‬بوقف‭ ‬دعم‭ ‬الموقف‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬تكريس‭ ‬واقع‭ ‬الانقسام‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬عزز‭ ‬تراجع‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الساحات‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬دعم‭ ‬الموقف‭ ‬الفلسطيني‭. ‬ويعاني‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬انقسام‭ ‬داخلي‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬إثر‭ ‬سيطرة‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ “‬حماس‭” ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬جولات‭ ‬من‭ ‬الاقتتال‭ ‬الداخلي‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الموالية‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وفشلت‭ ‬عدة‭ ‬تفاهمات‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالحة‭ ‬وترك‭ ‬ذلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تجديد‭ ‬فعلي‭ ‬لشرعيتها،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬انتخابات‭ ‬فلسطينية‭ ‬أجريت‭ ‬للمجلس‭ ‬التشريعي‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬فوز‭ ‬حماس‭ ‬بالأغلبية،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬سبق‭ ‬ذلك‭ ‬بعام‭ ‬انتخابات‭ ‬للرئاسة‭ ‬وفاز‭ ‬فيها‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس،‭ ‬ويؤكد‭ ‬عوض‭ ‬أن‭ ‬إنهاء‭ ‬الانقسام‭ ‬الداخلي‭ ‬وإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬لتجديد‭ ‬الشرعية‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لإعادة‭ ‬استنهاض‭ ‬الدعم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬لقضيتهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬إسرائيل‭. ‬كما‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬للاتفاق‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬مشتركة‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬ميداني‭ ‬شامل‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬لجذب‭ ‬الانتباه‭ ‬الدولي‭ ‬بقوة‭ ‬أكبر‭ ‬لواقع‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتأثيراته‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليميين‭.‬


الكاتب : وكالات - اتحاد

  

بتاريخ : 27/10/2020