تفاعلات جديدة في قضية إبراهيم غالي: البرلمان يدخل على الخط وضحية الاغتصاب تخرج عن صمتها!

الحكومة الإسبانية لم تقس مدى تداعيات موقفها

خديجاتو محمود «من المريح بالنسبة لي أن أكون قادرة على رفع قضية ضد مغتصبي إبراهيم غالي»

 

أعربت خديجاتو محمود، المرأة الصحراوية الشجاعة، التي عملت ما بين 2006 إلى 2010 كمترجمة في مخيمات تندوف، في مداخلة لها، عن ارتياحها لمعرفة أن إبراهيم غالي، متواجد حاليا في مستشفى “سان بيدرو” في مدينة “لوغرونو” الإسبانية، حيث باتت لها القدرة الآن على متابعة مغتصبها قضائيا، علاوة عن كونها إحدى الضحايا القليلين للبوليساريو الذين تشجعوا وأدلوا بشهاداتهم عن تجارب مريرة عاشوها مع هذا التنظيم المتوحش،
وتذكر خديجاتو محمود بأنها قد علمت بنقل إبراهيم غالي زعيم )البوليساريو(، قبل أيام قليلة فقط ما أشعرها براحة كبيرة لكونها أصبحت قادرة على متابعة مغتصبها، حيث قالت “ إنني ممتنة جدا لهذا البلد )تقصد إسبانيا(، الذي مكنني ومنحني فرصة مهمة جدا لتقديم شكواي ضد مغتصبي، لكن امتناني سيزداد أكثر مع إلقاء القبض عليه، وتحقيق العدالة لي ولغيري من ضحايا تلك الجبهة وقاداتها، على أن يعتقلوا ويحاكموا ثم يسجنوا، بالرغم من أنني لا أزال غير قادرة على استيعاب كيفية دخوله لإسبانيا دون رقابة”.

الحكومة الإسبانية لم تقس مدى
تداعيات موقفها

أكدت المجلة الإسبانية (أتالايار) أن الحكومة الإسبانية “لم تقس بشكل جيد مدى تداعيات قرارها باستضافة زعيم انفصاليي البوليساريو المدعو إبراهيم غالي الذي يتابع في إسبانيا على خلفية جرائم الإبادة الجماعية والقتل والتعذيب والاختفاء القسري”.
وكتبت هذه المجلة المتخصصة في الشؤون المغاربية، في مقال نشرته أول أمس الثلاثاء، أنه “من خلال استقبال زعيم البوليساريو لتلقي العلاج الطبي المتخصص في إسبانيا تخاطر حكومة بيدرو سانشيز بإلحاق الضرر بالتعاون في مكافحة الإرهاب بين إسبانيا والمغرب ما سيكون له عواقب وخيمة على أمن واستقرار البلاد”.
وسجل بيدرو كاناليس، المراسل السابق للعديد من وسائل الإعلام الإسبانية في المنطقة المغاربية، أن “إسبانيا لا تستطيع تحمل التضحية بعلاقات جيدة مع جارها الجنوبي من أجل حسابات انتخابية أو سياسية صغيرة”.
وأكدت الصحيفة الإسبانية أن تنسيق مكافحة الإرهاب في ظل الظروف الحالية سواء أكان ثنائيا أم متعدد الأطراف يكتسي “أهمية قصوى” أكثر من التعاون الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو التجاري.
وأوضحت مجلة ( أتالايار ) أن “المغرب أظهر قدرة كبيرة في مجال المعلومات والتحقيق وعمليات مكافحة الإرهاب، والتي أشادت بها دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا”.

مجلس المستشارين يطالب القضاء الإسباني بمحاكمة إبراهيم غالي

طالب أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس المستشارين السلطات القضائية الإسبانية التعاطي الإيجابي مع الشكاوى المقدمة ضد المدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، من طرف العديد من الضحايا وتحريك مسطرة الاعتقال في حقه. وجاء في بلاغ للجنة، عقب اجتماع طارئ عقدته الثلاثاء لتدارس آخر المستجدات المرتبطة بالقضية الوطنية وخصوصا تداعيات الحدث غير المسبوق والمتمثل في استضافة دولة إسبانيا للمدعو إبراهيم غالي، أنها (اللجنة) تعرب باسم كافة أعضائها عن ” أسفنا وعميق استغرابنا من إقدام السلطات الإسبانية على استضافة المدعو إبراهيم غالي فوق ترابها، باعتباره متهما بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان “.
وأضاف البلاغ أن اللجنة تجدد، بهذه المناسبة، ” دعمنا للموقف الحازم للدبلوماسية المغربية حيال هذا التطور الخطير، ونثمن عاليا المنهجية المتسمة بالثبات والوضوح كخيار استراتيجي للتوجه الديبلوماسي للمملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس .”
كما تؤكد اللجنة الالتزام الراسخ بعدالة قضية الوحدة الترابية، وجهود المملكة المغربية الموصولة للترافع والدفاع عنها في كافة المحافل والمنتديات الدولية من خلال الدبلوماسية البرلمانية، منوهة بالتطورات الإيجابية لقضية الوحدة الترابية على الصعيد الدولي ولاسيما بمجلس الأمن، وكذا التطورات الميدانية في الأقاليم الجنوبية للمملكة سواء في ما يخص تنزيل النموذج التنموي وتوالي فتح القنصليات والبعثات الدبلوماسية الأمر الذي يعكس ثقة المنتظم الدولي في عدالة وشرعية القضية الوطنية ومبادرة الحكم الذاتي كأرضية جادة وذات مصداقية.
وأشادت اللجنة أيضا، يشير البلاغ، بالتضحيات الجسام التي يقوم بها أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من خلال التصدي لاستفزازات ومناورات خصوم الوحدة الترابية، مطالبة بالتطبيق السليم لنظام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية التي تنص عليه معاهدة فيينا، ولاسيما في الشق المرتبط بالحماية الأمنية والقانونية لمقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية المغربية بالخارج من الأعمال التخريبية والعدوانية التي يمارسها خصوم الوحدة الترابية.

المغرب يأسف لموقف إسبانيا

وسبق أن قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم الأحد الماضي، إن المملكة المغربية تعرب عن أسفها لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها المدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وأضافت الوزارة، في بلاغ، أن المغرب يعبر عن خيبة أمله من هذا الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية. واعتبرت الوزارة أن موقف إسبانيا يثير قدرا كبيرا من الاستغراب وتساؤلات مشروعة: لماذا تم إدخال المدعو إبراهيم غالي إلى إسبانيا خفية وبجواز سفر مزور؟ ولماذا ارتأت إسبانيا عدم إخطار المغرب بالأمر؟ ولماذا اختارت إدخاله بهوية مزورة؟ ولماذا لم يتجاوب القضاء الإسباني بعد مع الشكاوى العديدة التي قدمها الضحايا؟ وخلص البلاغ إلى أنه “لهذه الأسباب تم استدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته”.


بتاريخ : 29/04/2021