في الوقت الذي يظن فيه بعض الناس أن الأديان في طريقها للاندثار وأن أعداد المؤمنيين حول العالم على اختلاف عقائدهم يقل، ففي الحقيقة أن العكس هو الصحيح تمامًا..وفي غضون بضعة أعوام قد تغير خريطة انتشار الأديان كل ما نعرفه عن العالم حاليًا.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، تحدثت فيه عن ديموجرافية الأديان وتأثيرها على الشعوب، أكدت أن الإسلام هو الديانة الأسرع انتشارًا في العالم، حيث أن نسبه نموه تعتبر أسرع مرتين من نسبة الزيادة السكانية للعالم بأكمله.
وأضاف التقرير انه وفقًا لعدد من الدراسات التي أجريت على الفترة بين 2015 و2060، فإن نسبة الزيادة السكانية المتوقعة خلال هذه الفترة هي حوالي 32%، بينما ينمو الإسلام ويتوسع في نفس الفترة بنسبة تصل إلى 70%، وبحلول عام 2060 فمن المتوقع أن يأخذ الإسلام محل المسيحية بصفته الدين الأوسع انتشارًا والأكثر اعتناقًا.
وتنبأ التقرير، – استنادًا على الدراسات التي أُجريت- أن الهندوسية من المتوقع أن تنمو خلال الأعوام القادمة بنسبة 27%، بينما ستنمو اليهودية بنسبة 15%.
وأظهر التقرير أن الأديان بشكل عام تنمو في كل مكان حول العالم ماعدا في أوروبا وأمريكا، فإن معدلها يتراجع، مشيرًا على أن نسبة نمو الأديان تتأثر بشكل كبير باختلاف نسبة المواليد والوفيات في أماكن جغرافية معينه يسكنها مجموعة من معتنقي إحدى الديانات، وبذلك تنمو عقيدة بشكل أسرع من الأخرى.
أكد التقرير البريطاني، أن الهندوسية تعتبر الديانة الأقدم على الإطلاق في الأرض، حيث يُقدر الباحثون أن عمرها يعود إلى حوالي 7000 عام قبل الميلاد، ويليها مباشرة الديانة البوذية.
وأوضح التقرير أن حوالي 84% من السكان حول العالم معروفون بإيمانهم وانتمائهم للأديان على اختلافاتها. ووفقًا لعدد من الإحصائيات فإن هؤلاء الأشخاص المتدينون صغار في السن والحقيقة أنهم أكثر إقبالا على الزواج والإنجاب أكثر من غيرهم ممن يعلنون صراحة عن عدم إيمانهم.
لذلك –وفقًا للتقرير- فإن العالم في الحقيقية وعلى عكس ما يشاع يتجه نحو انتشار الأديان وليس على العكس اختفائها وقلة الإيمان بها.
وقال التقرير البريطاني، إن الديانة المسيحية حالًا تعتبر أوسع الأديان انتشارًا، حيث يعتنقها حوالي 2.3 مليار شخص حول العالم، أو حوالي ما يمثل 31.2% من إجمالي السكان.
يتبع المسيحية في الانتشار حاليًا، الديانة الإسلامية، التي يعتنقها حوالي 1.8 مليار شخص حول العالم، أو تقريبًا 24.1% من إجمالي سكان الأرض.
يلي ذلك الديانة الهندوسية، بإجمالي (1.1 مليار شخص، بنسبة 15.1%) وفي المرتبة الرابعة تأتي البوذية، بإجمالي 500 مليون مُعتنق حول العالم أو حوالي 6.9% من نسبة المؤمنين.
يأتي بعد ذلك مجموعة ممن يؤدون ممارسات عقائدية أو دينية معينة دون الانضمام لدين محدد، ويقدر عدد هؤلاء الأشخاص بحوالي 400 مليون شخص من بلدان مختلفة، وهم حوالي 6% من إجمالي المؤمنين.
أما أديان أخرى مثل السيخية، والبهائية و الجاينية، أظهرت الدراسات أن معتنقيها يبلغ عددهم حوالي 58 مليون شخص، وهي نسبة أقل من 1% من سكان العالم. ويُقدر عدد اليهود بحوالي 14 مليون شخص في العالم يرتكز غالبيتهم في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقًا للدراسات التي أجريت عام 2015، فهناك حوالي 1.2 مليار شخص، لا يعتنقون أي ديانة على الإطلاق، وتقدر نسبتهم بحوالي 16%.
وأكد التقرير أن الأديان على اختلافها تؤثر وتتأثر بالعالم في مختلف ظروفه السياسية والاقتصادية، ومع نمو أديان واندثار أخرى، من الممكن أن تتغير خريطة العالم الحالي باختلاف أحد أهم العوامل المؤثرة فيه.
تقرير: كيف تؤثر الأديان في خريطة العالم؟
بتاريخ : 05/10/2018