تقصده ساكنة الجهة وزوارها «هربا « من الحرارة الملتهبة : منتجع عين أسردون ..«ثلاجة»طبيعية بخصوصيات إيكولوجية استثنائية

إذا كانت الشواطئ بالمدن الساحلية ملاذ المصطافين في فصل الصيف، فمنتجع عين أسردون يبقى الوجهة السياحية والإيكولوجية المفضلة والآسرة لدى ساكنة جهة بني ملال-خنيفرة، التي اعتادت ارتياده بحثا عن أجواء منعشة ، في ظل طقس ملتهب يسود المنطقة خلال هذه الفترة.
لذلك تتباهى مدينة بني ملال ، على وجه الخصوص، باحتضانها هذا المنتجع الذي تم تصنيفه تراثا وطنيا سنة 1947 ، من منطلق كونه فضاء سياحيا فريدا، تجتذب حدائقه الغناء وأشجاره الوارفة وشلالاته العذبة وخرير مياهه المنسابة بسلاسة وروعة وجمال، جموع الناس الباحثين عن سحر المكان وسكون الطبيعة وطراوة الهواء ولحظات السكينة والترفيه والترويح عن النفس، والتخفيف من ضراوة شمس صيفية لافحة.
إن أجواء هذا الفضاء السياحي الباردة وطراوة هوائه ومناخه المنعش ، تجعل منتجع عين أسردون أكثر إثارة وجاذبية وسحرا، حيث يعيش الزائر لحظات مثيرة ينتقل خلالها في مدة قصيرة على بعد كيلومترين من وسط مدينة بني ملال، من أجواء حرارة شمس ملتهبة إلى ما يشبه «ثلاجة» طبيعية تتميز بخصوصيات إيكولوجية وسياحية ملائمة ، تضفي على يومياته لمسة من السكينة والانتشاء والاستمتاع بجمال طبيعة خلابة…
ويستقطب هذا المنتجع زوارا من جهة بني ملال – خنفرة ومن مختلف جهات المغرب، علاوة على أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذين يستمتعون بلحظات استمتاع يوثقونها من خلال التقاط صور وتصوير فيديوهات تؤرخ لمشاهد بالقرب من شلالات العين الفياضة والمياه العذبة الشاهقة المنهمرة في انسيابية تمتزج بموسيقى الجداول وخضرة البساتين الأندلسية الساحرة المزدانة بأشجار التين والزيتون والرمان التي تخترقها السواقي. وقد عبر عدد منهم عن بهجتهم لعودتهم إلى الديار بعد انقطاع دام سنتين بالمهجر بسبب تداعيات وباء كوفيد 19، من أجل إحياء الأواصر مع البلد الأم، خاصة وأن هذه الأيام تتزامن مع عيد الأضحى المبارك، الذي يمثل مناسبة دينية لتعزيز قيم المحبة والتضامن، في سياق وضع صحي استثنائي يستلزم مواصلة الالتزام بالاحترازات والتوجيهات والقرارات الرسمية المتعلقة بمواجهة كوفيد 19.
ولإضفاء مزيد من الرونق على جاذبيته ، تتواصل عملية تهيئة منتزه عين أسردون التي أعطيت انطلاقتها بداية السنة الحالية، بتكلفة إجمالية ناهزت حوالي 33 مليون درهم. وتشمل هذه الأشغال إحداث فضاء الألعاب للأطفال، وتهيئة وفتح مسلكين للراجلين يربطان موقع عين أسردون بسيدي بويعقوب وتامكنونت، علاوة على كهربة هذين المسلكين وتقوية إنارة موقع عين أسردون.
كما تتواصل الأوراش الأخرى المتعلقة ببناء متحف للتعريف بالتراث الثقافي ومركز معلومات واستقبال، وتهيئة فضاء للقراءة، وبناء قاعة للصلاة، وتهيئة القصر كفضاء للعروض الفنية وبناء مقهى بانورامي للاستراحة، وإحداث أكشاك، وإنجاز نافورة وإعادة تهيئة السواقي والجسور والأحواض المائية المتواجدة بالموقع.
ومن المؤكد أن عمليات التهيئة التي يعرفها المدار السياحي لعين أسردون ستعزز من جاذبية هذا الفضاء الطبيعي الفاتن، الذي من البديهي أن تزداد أهميته الحيوية كوجهة سياحية مفضلة وكتراث إيكولوجي غني ، خصوصا بعد تجربة الحجر الصحي الصعبة التي أظهرت أهمية الحفاظ على التنوع والغنى الطبيعي كمصدر لرفاهية وسعادة الناس وأمنهم الصحي خاصة خلال فترات انتشار الأوبئة الفتاكة….
«و.م.ع»


بتاريخ : 28/07/2021