يخلّد العالم، غدا الثلاثاء 17 شتنبر2019، فعاليات اليوم العالمي لسلامة المرضى، الذي أقرّته منظمة الصحة العالمية، لأهمية الموضوع في تمكين المرضى والمهنيين، على حد سواء، من بيئة علاجية سليمة.
حدث قررت الفدرالية المغربية لأطباء الإنعاش والتخدير والجمعية المغربية للإنعاش والتخدير إلى جانب الجمعية المغربية لممرضي الإنعاش والتخدير ألا يكون عابرا، وأن يتم تسطير برنامج علمي وتواصلي متنوع من أجل إحيائه، وحث الفاعلين والمتدخلين والمسؤولين، كل من موقعه، للمساهمة الجماعية في تطوير النصوص القانونية التي من شأنها توفير الشروط الكفيلة بتحقيق السلامة للمرضى، من النقل الصحي إلى غاية إجراء التدخل الجراحي والطبي بشكل عام.
أولى التظاهرات تتمثل في المؤتمر الخامس للجمعية الجهوية لأطباء التخدير والإنعاش بفاس، الذي سينظم نهاية الشهر بإفران، حيث أكّد الدكتور الكوهن جمال الدين، الطبيب الاختصاصي في الإنعاش والتخدير ورئيس الفدرالية المغربية، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن تنظيم هذا المؤتمر بشراكة مع مجموعة من الهيئات والتنظيمات يروم تسليط الضوء على إشكالية السلامة الصحية للمريض التي ترخي بظلالها على المنظومة الصحية، إذ تمت دعوة ثلة من الخبراء لهذا المؤتمر الذي سيتناول محاور عديدة لها صلة بالعمل اليومي لطبيب الانعاش والتخدير، إلى جانب ورشات ولقاءات مهنية حول المستجدات العلمية في المجال الطبي التي توفر أحسن الظروف للسلامة الصحية للمريض في مجال التخدير أو الانعاش أو طب الطوارئ.
البروفسور أحمد غسان الأديب، رئيس الجمعية المغربية للإنعاش والتخدير، وفي تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي» أوضح بخصوص سياقات تخليد هذا اليوم العالمي، سواء من خلال مؤتمر إفران أو عبر المؤتمر المغاربي الثاني الذي سينظم الشهر المقبل في مراكش، بشراكة بين التنظيمات الثلاث، أنها تأتي في ظل وعي كبير بالثقل الذي تعيشه المستشفيات واستيعاب لإشكاليات النقل الصحي وما تعانيه الخارطة الصحية إلى جانب معضلة الخصاص في الموارد البشرية، مشددا على أن السلامة الصحية للمريض توجد في قلب كل هذه الإكراهات، وهو ما يتطلب إرادة سياسية فعلية لتوفير ما يجب توفيره، بعيدا عن المناظرات العابرة. وأكّد البروفسور الأديب، أن المهنيين في مجال الإنعاش والتخدير اشتغلوا على مرّ كل السنوات الفارطة، سواء على المستوى الوطني أو المغاربي على تجديد المراجع، وقدموا توصيات حول معايير الإنعاش والسلامة في التخدير، والشقّ المتعلق بالأمهات والأطفال، كما قدموا توصيات حول السلامة بشأن كل أنواع التخدير خارج العمليات، مشيرا إلى أن 9 جمعيات مهنية وطنية تمثل 15 دولة إفريقية وقعت في 2017 على إعلان هلنسكي، مبرزا أن دولا مجاورة حققت قفزة في هذا الإطار بينما في المغرب لا يزال هناك مجهود كبير يجب القيام به. واختتم البروفسور غسان تصريحه بالتأكيد أنه يجب تطوير المنظومة القانونية في المغرب على مستوى التكوين والتأطير، وأن يتم إشراك المرضى في الحق في الصحة، وأن يكون هناك نقاش مجتمعي حول سلامة المريض، في ارتباط بالنقل الصحي والتدخل السريع والوقاية.
من جهته أوضح عبد الإله السايسي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن الممرض انطلاقا من واجبه الأخلاقي والإنساني، وباعتباره فاعلا رئيسيا في الصحة وفي سلامة المريض، فقد حملت الجمعية التي هي علمية ومهنية منذ تأسيسها سنة 1995،على عاتقها، الرفع من قيمة العلاجات الآمنة وعملت على المساهمة في تطويرها من أجل سلامة المواطن المغربي، ونظمت موتمرات سنوية شعارها السلامة الصحية وجودة العلاجات من قاعات العمليات والإنعاش والمستعجلات والنقل الصحي، ونبهت من خلال بيانات رسمية إلى كل الإشكالات، كما أنها تعمل دائما على إصدار التوصيات العلمية من أجل تنزيلها على أرض الواقع كدليل أو مرجع السلامة سنة 2007 و 2016، مبرزا أنها تنظم وتعزز الحركة العالمية لتحسين سلامة المرضى وكل الممارسين في القطاع الصحي.
وشدّد السايسي، على أن تخليد اليوم العالمي لسلامة المرضى، يهدف إلى إذكاء الوعي والمشاركة على النطاق العام، ويروم انخراط كل المواطنين والفاعلين والسياسيين لرفع صوتهم من أجل سلامة المرضى، من خلال تنظيم ندوات ولقاءات وطنية تتمحور حول الرعاية الصحية.