أكد البروفسور حسن الريحاني، أن سرطان القولون هو ثالث أنواع السرطانات التي تصيب الرجال بعد سرطان الرئة الذي يتصدر القائمة متبوعا بسرطان البروستات، في حين أنه يعتبر رابع السرطانات التي تصيب النساء بعد سرطان الثدي الذي يحتل الرتبة الأولى متبوعا بسرطان عنق الرحم والغدة الدرقية.
وأوضح رئيس قسم الأنكولوجيا الطبية بالمعهد الوطني للأنكولوجيا ورئيس الجمعية المغربية للتكوين والبحث في علم الأنكولوجيا الطبية، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على هامش انعقاد المؤتمر التاسع للأنكولوجيا بمراكش، أن هذا التخصص يعتبر نسبيا جديدا في المغرب، إذ انطلق دبلوم التخصص فيه في 2004، لكنه تطور سنة بعد أخرى، بحيث يتوفر المغرب اليوم على أكثر من 120 متخصصا على الصعيد الوطني.
وأوضح البروفسور الريحاني أن هذه الدورة اختير لها موضوع سرطانات الجهاز الهضمي، بالنظر إلى أهميتها وكذا ارتفاع أعداد المصابين بها، وفقا لما تؤكده معطيات السجل الجهوي لكل من الدارالبيضاء والرباط، إذ تبيّن وبالملموس أن المدّ المرضي هو في تنامي منذ 2008 إلى 2017، الأمر الذي حتّم تدارس هذا الموضوع وتسليط الضوء على طبيعة السرطانات المذكورة وأشكال العلاج المتاحة، خاصة وأن هناك تطورات على مستوى التشخيص المبكر وكذا العلاج، يؤكد البروفسور الريحاني، الذي شدّد على أن المغرب على صعيد القارة الإفريقية متقدم من الناحية اللوجستيكية والتقنية وكذا جودة التكوين والخبرات والكفاءات المتوفرة، فضلا عن البنيات الصحية، إذ انتقل من مركزين إثنين لعلاج الأنكولوجيا قبل 2000 إلى مابين 20 و 22 مركزا في القطاعين العام والخاص.
البروفسور الريحاني وفي ردّ على سؤال «الاتحاد الاشتراكي» بخصوص وضعية سرطان القولون الذي يعتبر أحد سرطانات الجهاز الهضمي، وسبل الكشف المبكر وتشخيص المرض وكذا علاجه، أشار إلى أن هذا السرطان هو الآخر يعرف تناميا في معدلاته وإن كانت بشكل أقل من المؤشرات التي تعرفها أوروبا واليابان، نموذجا، مؤكدا أنه في حال ما إذا تم الكشف عنه مبكرا فإن نسبة العلاج يمكن أن تصل إلى مابين 90 و 95 في المئة، مضيفا أن هناك تحليلة تتم على مستوى براز الأشخاص، وهي معمول بها في دول عديدة يمكن أن تكشف عن المرض قبل الانتقال إلى إجراء فحص بالمنظار «كولوسكوبي»، وفي حال غياب المرض فإن الشخص يكون معفيا من القيام به. وأوضح رئيس الجمعية المغربية للتكوين والبحث في علم الأنكولوجيا الطبية أن المعهد يقوم بدراسة بخصوص هذه التحليلة للوقوف على وقعها ومدى إمكانية تعميمها وفقا لبرنامج وطني من عدمه، والتي سيتم الكشف عن نتائجها مستقبلا، مشيرا إلى أن الجهد منصب حول السرطانات التي تصيب أكبر عدد من المواطنين، مؤكدا أن سرطان القولون وغيره من السرطانات هي مرتبطة بنمط العيش وأسلوب الحياة ونوعية الأكل والجهد والضغط والتوتر، التي تعتبر عوامل مساعدة على الرفع من احتماليات الإصابة بها. وأبرز البروفسور الريحاني أن سرطان القولون نموذجا، يتدخل فيه عدد من الاختصاصيين من أطباء وجراحين وخبراء أشعة، وبأن العلاجات اليوم هي متوفرة خلافا لسنوات مضت، سواء على مستوى الجراحة أو العلاج الطبي، إذ أن هناك أدوية أكثر فعالية وبمضاعفات أقلّ، مؤكدا في نفس الوقت على أن الوقاية والكشف المبكر هما أساسيان لتفادي المرض أو التخفيف من تبعاته.