أصبحت فضاءات مدينة أكَادير،وخاصة رمال شاطئها، تغري العديد من شرائح المجتمع، أفرادا وعائلات ،في شهر رمضان، بإعداد موائد الإفطار على الشاطئ، وذلك لمتعة المكان من جهة والتخفيف من درجات الحرارة التي تعرفها المدينة طيلة النهار من جهة أخرى،فيكون الإفطار على شاطئ البحر،يكتسي نكهة خاصة،منها متعة الاستجمام و الاستمتاع بسحرغروب الشمس. وقد دخلت العديد من المجموعات الشبابية والأسر، في ما يشبه «التنافس» لإعداد موائد الإفطار على الشاطئ لساعتين على الأقل قبل أذان المغرب ،وذلك بفضل التفاعل مع هذه العادة،على الفضاء الأزرق، بعد ما نشر فايسبوكيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ملتقطة من عين المكان إما على الشاطئ أو على قصبة أكادير أوفلا،
وهكذا اختارت أسر ومجموعات شبابية من مدينة أكادير،ومن مدن مجاورة، تهيئة موائد إفطار رمضانية بهذه الفضاءات، بغاية تكسير الرتابة (الروتين) والاستمتاع بجمالية الفضاءات الطبيعية والتاريخية؛ ما يُضفي على خرجاتها نكهة استثنائية تكون ممزوجة أحيانا بالأجواء الروحانية.
وقد تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي، لحظات ممتعة موثقة بالصوت والصورة لأسر تنتشر على طول رمال شاطئ أكَادير، قبيل أذان المغرب، وهي تُسابق الزمن للظفر بمكان ملائم لـ»نصب»موائدها الرمضانية، في انتظار موعد الإفطار.
وبعد الإفطار على رمال الشاطئ، كتقليد سنويّ،»تتنافس» فيه الأسر والمجموعات الشبابية على تنويع محتويات الموائد، وممارسة أنشطة فنية ورياضية وموسيقية حيث تستمرإلى ساعات متأخرة من الليل.» لكن هذا الإفطار الجماعي على رمال الشاطئ يخلف وراءه، للأسف، العديد من مخلفات الأطعمة، ويتم إغراق الشاطئ وجنباته بالأكياس والقنينات والأزبال الأخرى،وغيرها من الأشياء التي التقطتها صورنشطاء البيئة بأكَادير،في صباح اليوم الموالي،نظرا لحجم التلوت الذي يشوه المنظرالعام للشاطئ» يقول جمعيون. وشكل هذا «الوضع غير السليم» ، مادة للنقاش من قبل رواد الفضاء الأزرق، حيث استغرب العديدون ل»مثل هذه السلوكات غيرالمفهومة والتي تتكرر للأسف الشديد كل سنة، فلا أحد يمنع هؤلاء من الإفطار على رمال الشاطئ، لكن شريطة أن يتقيدوا بعدم رمي الأزبال والنفايات وبقايا الطعام فوقها وعلى جنباتها، والتي كان من الأفضل وضعها في حاويات موجودة بالقرب منهم وعلى امتداد شاطئ الكورنيش» يقول نشطاء فيسبوكيون ، مضيفين « إن الوازع الديني والأخلاقي يفرض على كل من اختار الإفطار على رمال الشاطئ، مراعاة هذه القيم والعمل على نظافة رمال الشاطئ حتى لا يتسببوا في إضافة عبء ثقيل لعمال النظافة الساهرين على تنظيف رمال الشاطئ وإزالة كل المخلفات التي يتركها المفطرون مساء. فنظافة الشاطئ هي مسؤولية الجميع تفرضها أولا وأخيرا القيم الإنسانية، حتى يجد على الأقل السياح الأجانب هذا الفضاء نقيا ونظيفا عند استجمامهم به في الصباح»، لهذا اقترحوا تنظيم حملات تحسيسية وسط الشرائح الاجتماعية التي تعد «موائد رمضانية» على الشاطئ، لحثها على الحرص على نظافة فضاءات الشاطئ،وجمع الأزبال ووضعها في الحاويات.
تنظم على شاطئ أكَادير .. موائد إفطار رمضانية تنتهي باقتراف «جرائم بيئية»؟
الكاتب : عبداللطيف الكامل
بتاريخ : 14/05/2019