ثغرة خطيرة تضرب واتساب وتحذير من تكرار سيناريو الاختراقات الأخيرة بالمغرب

 

في سياق يتسم بتصاعد التهديدات السيبرانية التي تستهدف البنيات الرقمية الوطنية، أصدر مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية، التابع للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات بإدارة الدفاع الوطني، نشرة أمنية تحذر من ثغرة أمنية خطيرة تم اكتشافها في تطبيق «واتساب» على نظام التشغيل ويندوز، داعيا إلى التحديث الفوري لتفادي خطر الاختراق.
ووفقا للنشرة الصادرة بتاريخ 9 أبريل 2025 (مرجع 53870904/25)، فإن الثغرة المشار إليها تحت المعرف الدولي CVE-2025-30401، تصنف ضمن الثغرات ذات الخطورة العالية، وتهم جميع نسخ واتساب السابقة للإصدار 2.2450.6.
وتتيح هذه الثغرة لمهاجمين عن بعد تنفيذ تعليمات برمجية خبيثة بشكل عشوائي، مما يعرض الأجهزة والبيانات للاختراق والسيطرة الكاملة.
هذه النشرة التحذيرية تأتي بعد أيام قليلة فقط من اختراق طال الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وعدد من الوزارات والمؤسسات العمومية المغربية، في هجمات نوعية خلفت قلقا واسعا داخل الأوساط التقنية والرسمية. وقد تم خلالها تعطيل بعض الخدمات، وتسريب للمعطيات، في مشهد يعيد إلى الأذهان هشاشة بعض الأنظمة الرقمية الوطنية أمام موجات متزايدة من الهجمات الإلكترونية.
وتنبه المديرية العامة لأمن نظم المعلومات إلى أن هذه الثغرات، وإن بدت في ظاهرها تقنية ومحصورة في تطبيق معين، إلا أنها تمثل ثغرات في الأمن السيبراني الوطني ككل، ما يفرض تعبئة جماعية للرفع من منسوب اليقظة، وتسريع وتيرة التحديثات والتكوين والجاهزية الإلكترونية.
ودعت المصالح المختصة كافة مستعملي تطبيق واتساب على أجهزة الحاسوب إلى التحقق من الإصدار المثبت لديهم، وتحديثه فورا عبر القنوات الرسمية، مشددة على أن الوقاية اليوم تبدأ من تحديث بسيط، لكنها قد تمنع كارثة رقمية في الغد.
تكرار حوادث الاختراق، في ظل تعقد التقنيات التي تستعملها جهات معادية، يفرض تحولا في الوعي الأمني داخل الإدارات والشركات، كما بين عموم المواطنين ،فالأمن الرقمي لم يعد شأنا تقنيا يخص مهندسي الشبكات، بل قضية سيادية ذات أولوية استراتيجية،فالتهديد قائم، لكن الردع ممكن كما يقول خبراء في الميدان، والتأمين يبدأ من المعرفة، واليقظة، والمبادرة.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 17/04/2025