ثلاث قصائد

 

صيْدٌ منْفلتٌ

اليومَ اصْطادوا واحداً آخرَ
يشبهُ النّهرَ الذي يعرجُ في مشيتهِ
رأيتهمْ يفْرشون البياضَ في كل زاويةٍ
كانوا أقلّ منه شجراً
كان الفخّ أصغرَ من قدميهِ
وصادوا الشوارعَ التي في يسراهُ
صادوا الرذاذَ الذي فرّ
من عينيه، بغتةً
والبذورَ، وأرصفةَ الوداعِ في يمناهُ
ولما فرِغوا من دمهِ الباردِ
دقوا زجاج عينيه
بين رأسِ الوادي، وآخرِالليلِ
مثل ذئبٍ مستوحشٍ
ما كفّ قطُّ، عن اللهاثِ
كان أكثرَهمْ شجراً
وكانتِ الدمعةُ أعلى من أقدامهمْ
فجاعُوا
وما كفّوا عن الركْضِ، والدورانِ!

بابُ الفيْضِ

العائدونَ إليكَ من غارةٍ ليليةٍ
من ثقبٍ صغيرٍ في لسانِ امْرأةٍ
أو كفّ عاشقٍ
العائدون إليكَ من المراثي القديمةِ
ومن ضجرٍ راكدٍ
ألمٌ خفيفٌ ينقصُ أحمالَهمْ
فامْضِ إليهم بأنّةِ الْغريبِ
ورائحةِ الضّفائرِ المغْموسةِ
في دخانِ المواقدِ
افتحْ شبابيكَ البيتِ العتيقِ
وحطّ على حوافِها أنفاسَ البعيدينَ
امضِ إليهمْ بما تختّرَ من ماءٍ
في عيونِ الفرائسِ
امضِ إليهمْ فقط
واحْتملْ حظّك من الطّوفانِ !

باعتبارِ ما كانَ

منَ العدلِ
أن تشكرَ اليدَ التي نتفتْ
زغبَ المسرعينَ
إلى فرحٍ طارئٍ
تأكّدْ فقطْ
من صلابةِ أسنانكَ !

من العدل
أن تشكر الوحشَ
وأحذيةَ العساكرِ
تاكدْ فقطْ
من هرجِ الموتى
في منْحدراتِ التّلالِ !

من العدل أيضا
أن تشكر الدّيدانَ التي خدشتْ
مرايا الأعمى
والنهرَ المتسللَ
من خاصرةِ الجدارِ
تأكّدْ فقطْ
من فائضِ المُلوحةِ
في دمكَ !


الكاتب : فتح الله بوعزة

  

بتاريخ : 13/05/2021