لايتجاوز عدد الرضع المغاربة الذين يستفيدون من الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى من عمرهم الثلث، وذلك بنسبة27.8 في المئة، وهو ما يساهم سلبا في إضعاف مناعة الرضع ضد الأمراض التّعفنية الخطيرة، ويعرّضهم إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، ويؤثر سلبا على نُمُوّهم.
معطيات كشفت عنها وزارة الصحة، بمناسبة الأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية، مؤكدة أن حليب الأم هو مصدر طبيعي للطاقة وضروري لنموّ الطفل، فضلا عن كونه غداء متكاملا، خاصة خلال الستة أشهر الأولى من عمره، مضيفة أن الإرضاع المبكّر خلال النصف الساعة الأولى بعد الولادة، يجعل المولود يستفيد من اللبأ الذي يحتوي على عدة فيتامينات وعلى أجسام مضادة مناعية تحمي الطفل في الأشهر الأولى من الأمراض المعدية.
هذا وقد انطلقت أمس فعاليات النسخة السابعة من الأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية، التي ستمتد إلى غاية يوم الأحد 16 أبريل 2017، تحت شعار «ساعدوا الأمهات على الإرضاع الطبيعي في أي وقت وفي أي مكان»، وهو الحدث الذي يهدف إلى التعريف بأهمية الرضاعة الطبيعية، وتحسيس المواطنين عامة، والفاعلين، بأهمية مساعدة النساء على إرضاع أطفالهن دون إحراج في الأماكن العمومية وفضاءات العمل، نظرا لما للرضاعة الطبيعية من فوائد هامّة تعود بالنّفع على صحة الرضيع وصحة الأم، وذلك بمساهمة قطاعات وزارية كوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي ستقوم بتعبئة المرشدين الدينيين وتكريس خطبة الجمعة للتحسيس بهذا الموضوع، كما ستتكلّف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بتوعية التلاميذ والطلبة على مستوى المدارس والثانويات والكليّات بدور الرضاعة الطبيعية وتأثيرها الإيجابي على صحّة الأم والطفل.
تصريحان عن الرضاعة الطبيعية
الهلم فخوري
«أنا الآن في شهري الخامس من الحمل، وضع جعل طريقة تفكيري حيال النساء المرضعات تختلف عن السابق باعتباره حملي الأول، كنت سابقا أتابع مشاهد الأمهات وهن يرضعن أطفالهن بحافلات النقل العمومية، وفي المراكز الصحية، وأحيانا أثناء التسوق بالشارع العام، وهن يلتفتن ذات اليمين وذات الشمال، يحاولن مواراة أثدائهن من أعين متلصصة بكل حرج، في غياب مرافق وفضاءات تستحضر هذا المعطى الطبيعي وتضمن لهن الكرامة في خطوتهن، والتي كان من المفروض أن يتم استحضارها وتجهيز المرافق الكبرى كالمراكز التجارية ومحطات القطار وغيرها من الفضاءات بقاعات مخصصة لهذه الغاية، إلا أن هذا البعد لايزال طموحا غير مستحضر في السياسات العمومية للمجالس المنتخبة والمؤسسات العمومية وغيرها».
عز الدين زهير
«الرضاعة الطبيعية يمكن أن تتوفر تحت أسقف المنازل، وهي طقس طبيعي في القرى والمداشر، أما بالمدن الكبرى ونظرا لطبيعة حياة التمدن وعصرنة عقارب الساعة، فهي في طريقها للانقراض وتعويضها بالرضاعة الاصطناعية، إذ مع كل حقيبة يد خاصة بالرضع، وضمن كل عربة مجرورة خاصة بالأطفال تحضر رضّاعة من الرضّاعات، بالنظر إلى أن هذه الخطوة باتت هي الأخرى تصنّف ضمن خانة «الموضة» الاستهلاكية، أخذا بعين الاعتبار غياب مرافق يمكن للنساء المرضعات أن تأوين إليها، حتى وإن هنّ شئن إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية. إنها ضريبة العالم المتحضر التي ترخي بتبعاتها على يومياتنا وباتت تهدد كل تقليد حتى لو كان صحّيا».