جائزة المغرب للكتاب لسنة 2024 تعلن عن المتوجين : سعيد منتسب يفوز بجائزة السرد عن «حسائه الوردي» و «كمامة » الملياني و«غيوم» الحصيني تتوجان الشعر مناصفة

أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مساء أول أمس الأربعاء، عن أسماء الفائزين بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2024 (الدورة 55).
القاص والشاعر سعيد منتسب، وعن أول عمل روائي في مسيرته الإبداعية، يفوز بجائزة المغرب للكتاب هذه السنة عن عمله السردي” حساء بمذاق الورد” الصادر عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع الأردنية.
سعيد منتسب الذي ظل متنقلا برشاقة أكروبات بين حبال غواية الأدب، بين القصة والشعر، يخوض في هذه التجربة الروائية مغامرة سردية تخييلية أمام سؤال “الموت” الذي واجهه بصورة شخصية، بعد فقدان الأم “تودة” ودخولها في العتمة والمجهول. إنها رواية “الموتى” ومصير الميت حين تبتلعه دوائر الفراغ والعدم، والغيب.
وإزاء حيرته وسؤاله أمام عبور أمه في طريق طويل ومجهول، ومحفوف بالألم والخوف والعتمة وسط الغرباء، في رحلته السردية، متاهته الشاقة، التي لا تخلو من طرائف وسحر وخيبة، يحاكي منتسب الكائنات من حيوانات وطيور، وبشر وشجر وحجر، مورطًا المتلقي معه في هذه المتاهة العجائبية، التي تمتد حينا وتضيق حينا آخر. وقد سبق لسعيد منتسب أن فاز سنة 1998 عن مجموعته القصصية “تشبه رسوم الأطفال” بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب.
وفي صنف الشعر آلت الجائزة مناصفة للشاعر المخضرم إدريس الملياني “حبيب الكل” عن عمله الشعري “غمة الكمامة” الصادر عن سوماكرام، وللشاعر المنتبذ مكانا قصيا عن الأضواء الشاعر محمد عزيز الحصيني عن ديوانه “كغيوم تحت القناطر”، الصادر عن بيت الشعر في المغرب.
ويعد الشاعر والروائي والمترجم ادريس الملياني اسما من أهم رواد القصيدة المغربية الحديثة. المتمرد الأحمر، أو الشاعر الذي نقل شعره من السياسي والاجتماعي الى الإنساني، لا يعترف في الإبداع بالتحقيبات الجيلية ولا بالتقسيمات الجندرية في الكتابة ، بل يعتبر الإبداع تجربة إنسانية تسمو على كل التصنيفات ..هو الذي ينفتح على كل الحساسيات والأجيال.
راكم الشاعر إدريس الملياني تجربة شعرية ثرة على امتداد أكثر من أربعة عقود في الشعر الذي نذكر من بين إنتاجه “أشعار للناس الطيبين”، “في ضيافة الحريق”، “زهرة الثلج”، “أعراس الميادين”، “نشيد السمندل”، “بملء الصوت”….
فيما تتميز تجربة الشاعر محمد عزيز الحصيني بانفتاحها على الشعر العالمي، هو المتفاعل والمنصت دوما في نصوصه لترحلات المعنى في خرائطية النص الكوني ، وواحد من أبرز الأصوات الشعرية التي تحفر في طرس الجسد و طقس الرغبة .
العمل الشعري الفائز “كغيوم تحت القناطر” تتقاطع فيه سجلات تعبيرية متعددة، وهو عمل شعري ينسج هويته الخاصة من تشابكات مخيال ينفتح على علائقيات الشعري والبصري، الشعري والرغبوي، التخييل من داخل شعرية التفاصيل.
جائزة العلوم الإنسانية، منحت مناصفة لكل من هشام الركيك عن كتابه “الملاح فضاء وعمران من وحي عقد الذمة” الصادر عن الجامعة الدولية للرباط وأكاديمية المملكة المغربية، وسمير أيت أومغار عن كتابه “الماء والمدينة بشمال أفريقيا في العهد الروماني”، الصادر عن الجامعة الدولية للرباط وأكاديمية المملكة المغربية بتعاون مع مركز آلان دي ليف للدراسات اليهودية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
وفي صنف الترجمة فاز حسن الطالب بجائزة الترجمة عن ترجمته من الفرنسية للغة العربية لكتاب “شيطان النظرية، الأدب والحس والمشترك” لمؤلفه أنطوان كامبنيون، الصادرة عن دار الكتاب الجديد المتحدة ببيروت.
أما جائزة الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، فقد منحت للعربي موموش عن كتابه « La phrase complexe en amazighe, les circonstancielles »، الصادر عن المركز الأمازيغي للترجمة والتكوين بأكادير.
وآلت جائزة الأدب الأمازيغي لفؤاد أزروال عن مجموعته القصصية (الأزهار لا تنمو في الشتاء)، التي طبعت بمطبعة وراقة تجهيزات الشرقية بالرباط.
و قد تم حجب جوائز هذه السنة في أصناف العلوم الاجتماعية، والدراسات الأدبية والفنية واللغوية، وأدب الأطفال واليافعين.
وقد بلغ عدد الكتب المرشحة المقبولة لجائزة المغرب للكتاب في دورتها 55 برسم سنة 2024 ، 86 مؤلفا، موزعة على أصناف الشعر (7 أعمال)، والسرد (24 عملا)، والعلوم الإنسانية ( 9 أعمال)، والعلوم الاجتماعية (10 أعمال)، والدراسات الأدبية والفنية واللغوية (16 عملا)، والترجمة (12 عملا)، والدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية (عمل واحد)، والأدب الأمازيغي (عملان)، وأدب الأطفال واليافعين (خمسة أعمال). وذكرت الوزارة في بلاغ أن اللجان المكلفة بقراءة وتقييم الكتب والمصنفات المرشحة لجائزة المغرب للكتاب في دورتها 55 برسم سنة 2024 قد أنهت أشغالها، برئاسة رحمة بورقية، فيما ترأس اللجان الفرعية كل من وفاء العمراني (صنف الشعر)، وأحمد بلاطي (صنف السرد)، وعبد الإله بنمليح (صنف العلوم الإنسانية)، ومحمد عبد ربي (صنف العلوم الاجتماعية)، وعزيز لمتاوي (صنف الترجمة)، وعز الدين الشنتوف (صنف الدراسات الأدبية واللغوية والفنية)، ورشيد لعبدلوي (صنف الأدب والدراسات الأمازيغية)، ومحمد سوسان (صنف أدب الأطفال واليافعين.
وتعتبر جائزة المغرب للكتاب محطة سنوية هامة يتم خلالها الاحتفاء بالكتاب المغربي ومؤلفيه. وهي مكافأة وطنية لأجود المؤلفات في ميادين الإبداع والبحث والترجمة. كما أنها محطة تشخيصية لحيوية وعافية الجسم الفكري والإبداعي بالمغرب.


الكاتب : المحرر الثقافي

  

بتاريخ : 14/03/2025