جلالة الملك يزور الامارات العربية: شراكة استراتيجية متينة وعلاقات اقتصادية خصبة

يقوم جلالة الملك محمد السادس بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ابتداء من يوم الاثنين 4 دجنبر 2023، وذلك بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتربط المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة علاقات استراتيجية متينة ومستدامة بأبعاد متعددة، تقوم على إرادة سياسية قوية عبر عنها قائدا البلدين في أكثر من مناسبة، لجعلها ترقى إلى شراكة نموذجية. كما سجلت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة تطورا ملموسا على مر السنوات، مما عزز روابط خصبة ومتينة تخدم تقدم وازدهار البلدين الشقيقين.
تأتي الزيارة الرسمية التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى دولة الامارات العربية المتحدة ابتداء من أمس الاثنين في سياق الدينامية المحمودة التي تطبع التعاون الثنائي على جميع المستويات، وتأكيدا لعزم الرباط وأبوظبي على السير قدما من أجل تقوية وتنويع شراكتهما على أساس قيم الأخوة الأصيلة والاحترام والتقدير المتبادلين.

شراكة استراتيجية متينة

وستعطي هذه الزيارة التاريخية، الأولى التي يقوم بها جلالة الملك للإمارات بعد انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد في 14 ماي 2022، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، دفعة قوية للشراكة القائمة بين البلدين والتي تطبعها أخوة فاعلة وتضامن راسخ .
وتجسد هذا التضامن الفاعل بين البلدين مؤخرا عقب زلزال الحوز الذي هز في 8 شتنبر الماضي عددا من مناطق المملكة ، حيث بعثت دولة الإمارات العربية المتحدة فريقا للبحث والإنقاذ للمشاركة في عمليات إغاثة ضحايا الزلزال، وهي مبادرة إنسانية نبيلة تبرز عمق أواصر الأخوة الراسخة التي تجمع قائدي البلدين والشعبين.
وفي نفس السياق، وتحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تميزت العلاقات السياسية المغربية الإمارتية على الدوام بالتشاور المستمر وتطابق وجهات النظر بين قائدي البلدين والدعم المتبادل بالمحافل الإقليمية والدولية.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى الموقف الثابت للمملكة الذي تم تأكيده مجددا أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر الماضي ، بدعم المغرب “الثابت والدائم” لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.
وعبر المغرب أيضا في يناير 2022، عن إدانته للهجوم الآثم الذي شنته جماعة الحوثيين ومن يدعمها، على منطقة المصفح ومطار أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
من جانبها، دأبت الإمارات العربية المتحدة على التعبير عن دعمها الثابت للمغرب و لوحدته الترابية، وهو ما أكدته دولة الإمارات العربية المتحدة مجددا عقب تصويت أعضاء مجلس الأمن الأممي على القرار 2703، الذي يمدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام.
كما تجسد هذا الموقف الثابت بشكل واضح من خلال افتتاح الإمارات العربية المتحدة لقنصلية عامة بمدينة العيون يوم 4 نونبر 2020.
وتعمل الرباط وأبو ظبي ، بشكل دائم على تنسيق مواقفهما بخصوص القضايا الإقليمية والدولية، واعتماد سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة مبنية على مبادىء عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واحترام سيادتها الوطنية والشرعية الدولية ومحاربة كل أشكال التطرف والإرهاب.
ومكنت هذه السياسة النموذجية البلدين، حسب العديد من المراقبين، من التموقع كفاعلين رئيسيين في محيطهما الإقليمي وعلى الساحة الدولية.
وتتعزز الشراكة متعددة الأبعاد بين البلدين الشقيقين، المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم بمناسبة الزيارة الرسمية التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا البلد، والتي ستضفي بلا شك دينامية قوية على الشراكة الاستراتيجية المغربية الإماراتية في مختلف تجلياتها .

علاقات اقتصادية خصبة

و سجلت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة تطورا ملموسا على مر السنوات، مما عزز روابط خصبة ومتينة تخدم تقدم وازدهار البلدين الشقيقين.
وبفضل رؤية مشتركة للتنمية الاقتصادية والتعاون الاستراتيجي، مكنت العلاقات المغربية الإماراتية من إرساء شراكة مثمرة وشبكة من التبادل الديناميكي والاستثمارات، مفيدة للبلدين.
وعلى صعيد المبادلات التجارية الثنائية، بلغ المغرب والإمارات العربية المتحدة مستويات متميزة ، مع نمو مستمر للواردات والصادرات معا.
وتصدر المملكة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل المنتجات الفلاحية ومنتجات النسيج والفوسفاط. وفي المقابل، يستورد المغرب العديد من المنتجات الإماراتية، وخصوصا البترولية والكيميائية والتجهيزات الإلكترونية.
وتعد هذه الديناميكية ثمرة جهود يبذلها البلدان لإزالة الحواجز الجمركية بهدف تسهيل التجارة الثنائية .
وبحسب أرقام مكتب الصرف، فاقت قيمة صادرات المغرب إلى الإمارات العربية المتحدة 1.41 مليار درهم خلال سنة 2022، مقابل 494.38 مليون درهم سنة 2018. وخلال النصف الأول من السنة الجارية تجاوزت قيمة الشحنات من المغرب إلى الإمارات مليار درهم.
وبخصوص واردات المغرب من الإمارات العربية المتحدة، فقد ارتفعت، وفق معطيات مكتب الصرف ، من 7.68 مليار درهم سنة 2018، إلى أزيد من 14.48 مليار درهم سنة 2022 وبلغت في النصف الأول من سنة 2023 ما مجموعه 8.37 مليار درهم.

وجهة “المغرب” تواصل استقطاب المستثمرين الإماراتيين

وفي ما يتعلق بالاستثمارات، أبدت الإمارات العربية المتحدة على الدوام اهتماما خاصا بفرص الاستثمار في المغرب، خاصة في قطاعات العقار والمالية والبنيات التحتية. وهو الاهتمام الذي ما فتئ يتجسد من خلال ارتفاع حجم الاستثمارات الاماراتية المباشرة في المغرب. فوفقا لإحصائيات مكتب الصرف، فإن الإمارات تمتلك ثاني أكبر حصة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب، بأزيد من 137.43 مليار درهم سنة 2021.
من جهتها، وجدت أغلب المقاولات المغربية في الإمارات العربية المتحدة أرضية مواتية للاستثمار، ولتوسيع أنشطتها بمنطقة الخليج، وكذا للاستفادة من جاذبية السوق ودينامية بيئة الأعمال.
وقفز حجم الاستثمارات المغربية المباشرة في الإمارات العربية المتحدة بشكل ملحوظ من 525 مليون درهم سنة 2018 إلى 1.55 مليار درهم سنة 2021، بحسب مكتب الصرف.
ويبقى أن العلاقات بين المغرب والإمارات العربية المتحدة تتميز بتعاون نشط ومتنوع، يتجاوز مجرد مبادلات تجارية، فالأمر يتعلق بشراكة قوية تهدف، من خلال استغلال أوجه التكامل ، إلى بناء مستقبل اقتصادي مزدهر ومستدام.


بتاريخ : 05/12/2023