جلالة الملك يعزي الرئيس المصري

بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى فخامة السيد عبد الفتاح السيسي، رئیس جمهورية مصر العربية، على إثر الحادث المفجع لاندلاع حريق في كنيسة أبي سيفين غرب القاهرة.
وجاء في برقية جلالة الملك «تلقيت بتأثر بالغ وأسى عميق، نبأ الحادث المفجع لاندلاع حريق في كنيسة أبي سيفين غرب القاهرة، مما خلف العديد من الضحايا والمصابين». وأضاف جلالته «وبهذه المناسبة المحزنة، أتقدم إلى فخامتكم ومن خلالكم إلى الأسر المكلومة وإلى الشعب المصري الشقيق، بأحر التعازي وصادق المواساة، داعيا الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويتقبلهم في ملكوته الأعلى، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويلهمكم وذويهم جميل الصبر وحسن العزاء».
ومما جاء في هذه البرقية أيضا « وإذ أسأل الله عز وجل أن يحفظكم وبلدكم الشقيق من كل مكروه أرجو أن تتفضلوا، فخامة الرئيس، بقبول أخلص مشاعر تضامني وتعاطفي، مشفوعة بأسمى عبارات تقديري».
وإلى. ذلك، خيمت حالة من الغضب يعيشها المصريون بعد ورود شهادات تفيد بتأخر رجال الاسعاف والاطفاء أكثر من ساعة قبل الوصول إلى كنيسة الشهيد أبي سيفين غرب القاهرة التي شهدت حريقا كبيرا الأحد أودى بحياة 41 شخصا .
وخيم الحزن على المصريين وخصوصا بين الأقباط الذين يشكلون بين 10 و15% من 103 ملايين مصري، وهم أكبر أقلية دينية في الشرق الأوسط.
وانتشرت الآراء الغاضبة الإثنين على منصات التواصل الاجتماعي واتهم مستخدم على موقع تويتر السلطات بالتأخر في الاستجابة على استغاثات الضحايا وكتب «ليس مجرد إهمال، إنه تواطؤ».
وانتشر بث حي لأحد المستخدمين المصريين المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي ويعرف باسم «موحا الحراق»، وقد قام بتصوير شريط فيديو من داخل مستشفى نقل إليها ضحايا الحريق وهو يقول «أولاد ابن عمي ماتوا».
«أنا من المنطقة (مطار امبابة) والإسعاف على بعد ثلاث دقائق .. ولكن استغرق الأمر ساعة ونصف الساعة .. هل يترك بيت الله ليشتعل هكذا؟!».
وأضاف «لابد من محاسبة هيئة الإطفاء وهيئة الدفاع (المدني) والإسعاف».
ومساء الأحد، أقيمت مراسم دفن ضحايا الحريق في كنيست ين بالقاهرة.
وكانت وزارة الداخلية المصرية أوضحت في بيان أن الحريق كان نتيجة «خلل كهربائي».
وليل الاثنين، شهدت كنيسة أخرى بالجيزة حدوث «ماس كهربائي» بلوحة الكهرباء داخل مبناها، لكن تمت السيطرة عليه ولم يسفر عن خسائر، بحسب بيان لوزارة الداخلية.
كان المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار أك د الأحد في بيان «أول سيارة إسعاف من أقرب تمركز بمنطقة مطار إمبابة وصلت لموقع الحادث في تمام الساعة الـ 8:59 دقيقة»، أي بعد دقيقتين من الإبلاغ عن اندلاع الحريق، وهو ما نفاه الأهالي.
وقال مينا مصري وهو من سكان الحي لفرانس برس «وصلت سيارات الإسعاف بعد أكثر من ساعة ونقلنا الضحايا إليها على بعد 150 مترا تقريبا من الكنيسة، كما وصلت سيارات الإطفاء بعد أقل من ساعة تقريبا رغم أن مقر ها يبعد 5 دقائق».
وأضاف مصري الذي أوضح أنه حمل اثنين أو ثلاثة من القتلى «كل الوفيات حدثت نتيجة الاختناق … إهمال أدى إلى ذلك»، متسائلا وهو غير مصدق: «كيف مات كل هؤلاء؟».
وأكد بيان صادر عن مكتب النائب العام المصري حمادة الصاوي أن الحادث أسفر عن «وفاة 41 شخ ا»، وإصابة 16 آخرين، مشيرا إلى انتهاء النيابة العامة «من مناظرة كافة الجثامين ولم تلحظ فيها إصابات ظاهرة دالة على أمور أخرى خلاف الاختناق».
من جهته، قال توفيق سعيد، أحد أهالي المنطقة لفرانس برس «بعض الناس ألقوا بأنفسهم من النوافذ هربا من الحريق».
وكان أهالي المنطقة حاولوا اغاثة الأطفال الذين تواجدوا داخل مبنى الكنيسة الواقعة بحي امبابة بمحافظة الجيزة.
قال رضا أحمد، أحد سكان المبنى المجاور للكنيسة، لفرانس برس، إنه بمجرد نشوب الحريق، «هرع الأهالي لمساعدة وإنقاذ الأطفال».
وأضاف الرجل السبعيني أن بعض الذين كانوا يساعدون في عملية الإنقاذ لم يتمكنوا من العودة إلى الكنيسة مرة ثانية بسبب تمدد الحريق قبل أن تتم السيطرة عليه.
وشب حريق الكنيسة بالتزامن مع قداس الأحد الصباحي، إذ توافدت العائلات على الكنيسة وأبقت أطفالها في الحضانة التابعة للكنيسة داخل المبنى نفسه، ما رفع من عدد الضحايا الأطفال إثر الحادث.
ولم ترد حصيلة رسمية من السلطات حول عدد القتلى الأطفال. وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في الجنازات مساء الأحد العديد من صناديق الموتى صغيرة الحجم.
كما نشرت وسائل إعلام محلية قائمة لبعض قتلى حريق الكنيسة بمستشفى إمبابة العام وتضمنت أسماء 10 ضحايا تتراوح أعمارهم بين 3 و16 عاما.


بتاريخ : 17/08/2022