الإهمال وغياب المراقبة يتسببان في وفاة طفل بقاعة للرياضة بدرب السلطان
تسبب كل من الإهمال وغياب الحس بالمسؤولية في وفاة طفل يبلغ من العمر13 سنة يوم السبت الأخير في منطقة درب السلطان بمدينة الدار البيضاء، حين كان الصغير يمارس هوايته المتمثلة في كرة القدم بقاعة عمر بن الخطاب التابعة لمقاطعة الفداء، قبل أن تسقط عليه عارضة حديدية تسببت في مفارقته للحياة.
الحادث الذي استنفر السلطات الأمنية والمحلية والذي وقع في صمت وفي «غفلة» من الجميع، بسبب غياب مؤطرين ومشرفين على الفضاء الرياضي الذي يخضع للإصلاحات، حسب المعلومات التي توصلت بها «الاتحاد الاشتراكي»، جعلت عددا من المتتبعين يطرحون علامات استفهام متعددة بخصوص وضعية هذا المرفق، وكيفيات السماح بولوج الأشخاص إليه لممارسة كرة القدم، بل وفسح المجال أمام جمعيات رياضية لاستغلاله لهذه الغاية، رغم وضعيته التي تجعل منه فضاء مفتقدا للأمان، ومفتقرا للشروط السلامة والصحة بشكل عام؟
أسئلة يترقب الجميع أن تجيب عنها الجهات المختصة، وأن يتم تحديد المسؤوليات، سواء منها المباشرة أو تلك التي تكشف بشكل جلّي عامل التقصير، في ارتباط بمسؤولي مقاطعة الفداء، والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب، والسلطات المحلية، وعموم المعنيين بهذا الموضوع الذي أدى إلى فقدان أسرة لطفلها، الذي خرج من منزله بحثا عن لحظات من اللعب والمرح والمتعة الرياضية قبل أن يعود إليه جثة هامدة على متن سيارة لنقل الأموات، قبل أن يغادر الحي والمنطقة التي احتضنته ليوارى جثمانه الثرى.
وأعاد هذا الحادث الأليم النقاش حول وضعية عدد من المرافق الرياضية في مختلف العمالات والأقاليم، وليس فقط على مستوى الفداء مرس السلطان، التي إما تم تشييدها أو إعادة تهيئتها من طرف ميزانيات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي عوض أن يتم إحداث مجالس إدارية تشرف على تسييرها بشكل شفاف وواضح ومعقلن، وأن تضع مرافقها تحت إشارة أطفال ويافعي وشباب تلك المناطق لتطوير إبداعاتهم ومهاراتهم، تم «تفويتها» إلى جمعيات بعينها، وباتت عبارة عن مصادر للدخل المتسم باللبس والغموض، حيث تتوصل بمبالغ مالية لتمكين الراغبين من إجراء مباريات في كرة القدم في مواقيت زمنية محددة، التي تجد طريقها إلى جيوب أشخاص معينين، جعلوا منها وسيلة للعيش والكسب السهل ولإعداد الانتخابات في الاستحقاقات المختلفة!
وإذا كانت هناك جمعيات رياضية تمارس عملها بشكل شفّاف وواضح، بعيدا عن كل الأساليب الملتوية، فإن عددا من الفاعلين يؤكدون على أن هناك منتخبين أسسوا جمعيات وآخرون لهم ارتباط بأخرى، سخّروا مواقعهم للحصول على أكبر عدد ممكن من الحصص، التي يستفيد منها المواطنون بعد أداء المقابل المادي، والحال أن الغاية في البداية كانت هي فتح الباب أمام الأطفال واليافعين والشباب واحتضانهم عوض السقوط في براثن الانحراف والتطرف بشكل عام، لكن جعل البعض من هذه الفكرة النبيلة وسيلة للربح فباتت مثلها مثل كل الأنشطة المدرّة للدخل المصنّفة ضمن خانة القطاع غير المهيكل، أمام مرأى ومسمع من الجميع؟