-1-
اللّيلُ،
ينبوعُ الهذَيان
لِنَاسك يسكنُ
محراب القمَر…
-2-
اللّيلُ،
صولجان عاشقِ
يُداعِب أحلامه
بين قيثارة الصَّمت
ودُموع المطَر…
-3-
يرقصُ اللّيلُ
على صقيع
الأمواجِ العَاتية،
في حلقات
من الأضواء الشَّاحبة
في مأتمِ تراجيدي…
-4-
أحرقتِ المليحةُ
شفتي بالقُبل
في غرفة مُمتلئة بالصمت.
في زاوية معتمة،
سلبتْ مني
آخر عنقود
من الغُصون الحمراء
في ليلة مُتعبة
فَرط الإعياء
-5-
شارد الذِّهن
ترقصُ العاصفةُ
على رصيفِ وجهي
رُحْتُ أُفتِّشُ
عن قنديل تَوَارَى
عن عتبات حُلمي
هكذا هو اللّيل
يَعمي بَصائر العَاشِقين
ويُطفئ الأمانِي
على مجْمر الرَّماد…
-6-
صمت صاخبٌ
يسكنُ،
عتمة اللّيل.
ضباب كثيف
يحجبُ ومَض القمر
عبْر شبابيك نافذتِي
-7-
يهتزُّ سقْف بيتي
مِن غضَب الرَّعد
يَسبحُ خيالي
خلف نهْر السَّراب
مِنْ أُمنيات عقِيمة.
-8-
كالطِّفلِ الرضيع
أنَام،
على هَدْهدة أحلامِ الخريف
مَلْفوفا بِتعويذة
خَفافيش الظَّلام
-9-
بِرعشة باردةِ،
رأيتُ خُدود وردة حمراء
مَنحوتة على خدِّي
وهذه الأصوات الآتية
مِن الفراغ،
شريكة الوجَع الصَّامت
تُشوش أُذناي
وتُبدِّد وسَاوس ذاكرتِي
-10-
وأنَا في حالةِ الهذَيان
أتنهّدُ أمامَ شاطئ النِّسيان
كأنِّي أجمل غريق
يَرقب نَسيم الفجر
يَغرس،
آخر أوراق النّدى
على شفتي عاشقين
يَذوبان،
على ما تبقَّى من نَبيذ المَطر…
-11-
هذا المساء،
أحملُ فوق جبيني
غمامة رمَادية
والضَّباب الشّارد
يسألنِي،
إِنْ كنتُ قادرا
أن أعود إلى خيمتِي
على صقيع شتاء بارد.