حزب الاتحاد الاشتراكي يحضر مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي و المؤتمر يرفض بالإجماع ملتمسا للاعتراف بـ «الجمهورية الصحراوية» الوهمية

 

شارك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كضيف في أشغال المؤتمر 39 للحزب الاشتراكي الديموقراطي السويدي، وهو مؤتمر ذو أهمية خاصة بالنظر الى الأجندة السياسية بالسويد، فالبلد مقبل على انتخابات رئاسية و برلمانية في بداية 2018 كما أنه انتخب مؤخرا لعضوية مجلس الأمن لسنتي 2017 و 2018.
و قد اختير لهذا المؤتمر موضوع «الأمن في عالم متغير» بالنظر لمستجدات الساحة السياسية الدولية. وجاءت الأحداث الأليمة لنهاية الاسبوع السابق، سواء الهجوم الإرهابي بستوكهولم (عاصمة السويد) أو تفجيرات كنيسة طنطا بمصر، لتؤكد راهنية هذا الموضوع و استعجالية إيجاد السبل لحماية المواطنين من جهة و الدفاع عن الحريات من جهة أخرى. و رغم أن الإرهاب ضرب السويد في عقر الدار إلا أن الحزب قيادة و قواعدا حرصوا على استئناف أشغالهم في جو مسؤول و منضبط.
وتكون الوفد الدولي في المؤتمر من أزيد من 30 حزبا – مثَّل حزب الاتحاد الاشتراكي خولة لشكر- ومنظمة ممثلين بما يناهز 50 شخصا، من ضمنهم ثلاث ممثلين عن جبهة البوليساريو، الذين واظبوا على حضور هذه التظاهرات بتمويل من منظمات المجتمع المدني السويدي. و استغل الانفصاليون سوء فهم المجتمع السويدي لحقيقة الصراع بالمنطقة و سخاء هذا المجتمع لحشد الدعم المالي. و بالنظر لأهمية هذا المؤتمر بالذات في الأجندة السياسية السويدية فقد حرص البوليساريو على إرسال وزيرهم محمد السيداتي و رئيسة منظمة النساء فاطمة مهدي إضافة إلى ممثلهم الدائم بالسويد. كما حرص السفير الجزائري على التواجد في الورشات التي تتداول السياسة الخارجية للسويد.
كل هذه المناورات لم تنل من عزيمة ممثلة حزب الوردة، وحرصت على التدخل في كل الورشات سواء منها ورشة المساواة بين الجنسين، أو توفير الشغل للشباب كأداة لتقليص الفوارق الطبقية، أو العلاقات الدولية، أو الأمن. و في هذا الإطار حرصت على تقديم صورة واضحة عن التجربة المغربية سواء في مجال محاربة الإرهاب أو البناء الديموقراطي أو التنمية المستدامة و التعاون جنوب-جنوب. و هو الشيء الذي تجاوب معه المنظمون السويديون بشكل إيجابي و تبنوا مجموعة من طروحات ممثلة الاتحاد، خاصة في ما يخص تعزيز التداول و الحوار بين دول الجنوب عوض إسقاط تجارب دول الشمال عليها، بالنظر إلى الفرق الكبير بين الدول المتقدمة من جهة و الدول في طور النمو من جهة أخرى، من حيث البيئة الثقافية و النضج السياسي و القوة الاقتصادية. و أكد الاتحاد الاشتراكي أن السبيل الأنجع لمساعدة دول إفريقيا على تحقيق الأمن و النمو هو تشجيعهم على التداول في شؤونهم بينهم دون وصاية أو رقابة من دول الشمال.
و عودة الى قضيتنا الوطنية فقد خلص المؤتمر إلى تبني قرار دعم المسلسل الأممي في ما يخص النزاع حول الصحراء و عدم تجديد الاعتراف بالجمهورية المزعومة لأن ذلك «لا يتناسب و القانون الدولي ولا يخدم حتى الشعب الصحراوي» على حد تعبير عضو المكتب السياسي للحزب ووزيرة الخارجية السويدية، المسؤولة عن صياغة الشق الدولي لمقررات المؤتمر ‘مارغو تفالستورم’.
و عند التصويت، صادق المؤتمر على مقترح الوزيرة السويدية كما هو، بأغلبية ساحقة تفوق 90 بالمئة. الشيء الذي فضح الحجم الحقيقي لداعمي البوليساريو بالحزب السويدي، مما يؤكد من جهة سلامة موقف الاتحاد الاشتراكي، و من جهة أخرى ضرورة المثابرة لشرح حقيقة الوضع بالمنطقة و تفنيد أكاذيب جبهة البوليساريو التي تستغل المعاناة الحقيقية لإخواننا بتندوف لاستعطاف المنتظم الدولي وجلب الأموال إلى خزائنها دون أن يصرف على الصحراويين المحتجزين بتندوف.
و تجدر الإشارة أخيرا إلى أن هذا المؤتمر كان كذلك فرصة سانحة لتتداول الأخت خولة مع باقي الأحزاب ذات التوجه الاشتراكي الديموقراطي، خاصة منها الإفريقية (كالمؤتمر الوطني الإفريقي من جنوب إفريقيا الممثل بإبراهيم إبراهيم) و العربية ( كمصر، كردستان العراق، تونس و فلسطين) بهدف تعميق النقاش حول النموذج التنموي المغربي و سبل الاستفادة من تجارب بعضنا البعض لتقوية موقع دول الجنوب في المنتظم الدولي.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 12/04/2017