شددا على أهمية تقليل هامش الخطأ وتعزيز روح المسؤولية
إذا كان المنتخب الوطني المغربي قد خطا خطوة مهمة للتأهل إلى مونديال قطر 2022، بعد التعادل أمام الكونغو الديموقراطية بهدف لمثله، في ملعب الشهداء بكينشاسا، فإن مباراة الإياب بمركب محمد الخامس لن تكون سهلة بالنظر إلى كون المنتخب الخصم يعرف جيدا بأن الطريق المعبدة إلى قطر ستمر عبر تجاوز إعاقة هدف المنتخب المغربي.
ويرى الإطار الوطني، حسن مومن، أن مباراة الذهاب بكينشاسا كان متوقعا أن تدور بذلك السيناريو الذي عاينه الجميع، لأن هيكتور كوبر، مدرب الكونغو الديموقراطية، وخاليلوزيتش، مدرب المنتخب الوطني، يعتمدان معا على المنظومة الدفاعية، وينتظران استغلال الهفوات. فالنهج الدفاعي جعل الناخب الوطني يعتمد على الرسم التكتيكي(3 – 5 – 2)، بهدف فرض حراسة لصيقة على لاعبي الفريق الكونغولي، وخاصة مهاجميه نظرا لقامتهما الطويلة. وهذا ما فرض الاعتماد على اللاعب سامي مايي.
وأضاف مومن أن الكل كان ينتظر إشراك سفيان بوفال لما يتميز به من تقنيات فردية، كان يمكن استغلالها، خاصة وأن فريق الكونغو كان يترك مساحات كبيرة، لكن خاليلوزيتش المعروف بكونه لا يجازف فضل ملء وسط الميدان بكل من سفيان أمرابط وعمران لوزا وسليم أملاح، إضافة إلى أشرف حكيمي وآدم ماسينا في الأطراف.
وبخصوص إيقاع المباراة، لاحظنا بأن المنتخب المغربي تحكم في المباراة خلال العشر دقائق الأولى، وحاول فرض نوع من الضغط العالي على المنتخب الكونغولي، خاصة وأن مدربه كان صارما في نهجه الدفاعي، لكن المنتخب المغربي استقبل هدفا ضد مجرى اللعب، وهو ما غير الكثير من الأشياء.
ومن العوامل التي أثرت في أطوار المباراة، يضيف الناخب الوطني السابق، هي أن مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني لم يسبق لهم أن لعبوا تحت ذلك الضغط الجماهيري، الذي عرفته المباراة، إضافة إلى الحرارة وطبيعة العشب، وعامل الرطوبة، وأمام كل هذه الظروف، يمكن اعتبار المنتخب الوطني كان محظوظا بنتيجة التعادل.
وفي مباراة الإياب على منتخبنا الوطني أن يكون أكثر اندفاعا، وأكثر ضغطا واحتكارا للكرة، خاصة وأنه سيكون أمام جماهيره.
ودعا مومن إلى عدم الاغترار بنتيجة التعادل، وعلى المدرب أن يستفيد من مفاجأة إقصاء المنتخب الإيطالي أمام منتخب مقدونيا.
وتوقع مومن مباراة صعبة اليوم بمركب محمد الخامس، رغم امتياز العودة بالتعادل من خارج الميدان، الأمر الذي يفرض على وحيد عدم المراهنة على نتيجة التعادل السلبي لتأمين التأهل، لأن ذلك سيكون مغامرة غير محسوبة، يمكن ان تنقلب إلى نتيجة سيئة، خاصة إذا ما سجل المنتخب الكونغولي هدفا في الدقائق الأخيرة من المباراة. فالمطلوب من المنتخب الوطني هو أن يفكر في الفوز ولا شيء غيره.
أما المحلل الرياضي، هشام بنسعيد العلوي، فقد أشار في حديث خص به الجريدة إلى أنه خلال مباراة الذهاب لم يظهر اي أثر للناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، رغم أنه أشرف على تدريب منتخبنا الوطني منذ سنتين ونصف.
وأضاف بنسعيد أن المنتخب الوطني المغربي لم يكن في مواجهة منتخب من طينة السينغال أو الجزائر أو مصر أو تونس، ولكنه واجه فريقا مازال يبحث عن نفسه. ويمكن القول إن نتيجة التعادل، التي تبقى إيجاببة، تم تحقيقها من خلال سمعة المنتخب المغربي ليس إلا.
وأوضح هشام بنسعيد العلوي أن مباراة الذهاب لم نر نسجل فيها نجاعة الرسم التكتبكي الذي اعتمد عليه الناخب الوطني (3 – 5 – 2)، حيث لاحظنا غياب التواصل بين الدفاع وحارس المرمى، مشددا على أن خطورة هذا الرسم تكمن في أنه يخلق تكدسا للاعبين بالتحاق لاعبي الأطراف، أمام الحارس، وهو ما قد يشكل خطرا كبيرا.
وأكد المتحدث ذاته على أن مباراة الإياب حملت نتيجة إيجابية لصالح المنتخب الوطني، لكن وجب الحذر خلال مباراة الإياب، لأن لاعبي الكونغو، ولا سيما المحترفين سيجدون أنفسهم يلعبون في ظروف جيدة، من حيث الطقس وعشب ملعب محمد الخامس، وهذا ما سيجعلهم يقدمون أحسن ماعندهم، ولهذا لا أستبعد أن يكونوا اليوم عنيدون جد.
ويتعين على المدرب وحيد أن يعتمد على الركائز، مع ضرورة تحسيس اللاعبين بمسؤولياتهم، لأنهم يمثلون الوطن، وكرة القدم المغربية، وهناك جيل سيلعب آخر مونديال له، وهناك من سيحضره لأول مرة.
وبعد التأهل يجب التفكير في الحلة التي سنحضر بها مونديال قطر، مع العمل على تغيير ما يمكن تغييره، وهنا لابد من التساؤل: هل الإبقاء على وحيد كناخب وطني سيكون مفيدا أم لا؟، ولهذا لابد من نقاش هادئ ابتداء من يوم غد الأربعاء، حتى لا تتكرر أخطاء 2018 بعد رحيل «هيرفي رونار».