«حفريات في الهوية» : تناقضات الهوية التي تترنح ما بين الهامش والمركز

(و.م.ع)

ناقش باحثون وأكاديميون عرب خلال لقاء نظمه منتدى الفكر العربي بالأردن ، قضايا الهوية وأثر التحولات عليها وسبل التغلب على الصراع الهوياتي الداخلي.
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء الذي نظم عبر تقنية الفيديو حول موضوع « حفريات في الهوية « ، أهمية الاستفادة من التجارب التاريخية المتعلقة بالهوية، من أجل حل الصراعات الهوياتية الفكرية الحالية المعتمدة على عناصر التضاد مع الآخر، وإيجاد تماسك اجتماعي يحل الإشكاليات بين الهوية والمواطنة والدولة المدنية، وكذا تشكيل هويات بناءة وإنسانية متناغمة مع السياقات المعاصرة لحمايتها من التحول القهري أو القسري أو الإرادي.
وأكدوا على ضرورة وجود دراسات بينية متقاطعة ومركبة معنية بالحفريات في الهويات ، تعنى باستقراء هندسات الهوية في الفضاء الأدائي، وفهم تناقضات الهوية التي تترنح ما بين الهامش والمركز وأسباب الانتقال الفجائي لها ، وبيان طرق تشابك نوستالجيا الهويات بالتاريخ، والبحث في طرق بناء الشعوب لهويتها ضد الظروف القاهرة التي قد تواجهها في بعض الأحيان .
وأبرزت ، وفاء الخضراء ، الأستاذة في كلية اللغات والاتصال بالجامعة الأمريكية بالأردن ، أن هناك حاجة إلى منح الأجيال القادمة بوصلة واضحة ودقيقة للاستقراء والاستدلال، واتخاذ القرارات وحل المشكلات، وتبن ي المواقف والاتجاهات التي تتغلب على أي صراع هوياتي داخلي، وذلك عن طريق تشكيل هويات بناءة وإنسانية ، متناغمة مع السياقات المعاصرة لحمايتها من التحول القهري أو القسري أو الإرادي .
من جهته ، أبرز فريد شوقي ، أستاذ التعليم العالي في جامعة القاضي عياض بمراكش ، أبعاد الهوية الثقافية في إدارة المنظمات والشركات وتسييرها، معتبرا أن تعامل الشركات مع التعدد الهوياتي الثقافي والاختلاف المترتب عليه يتطلب أخذ خصوصية ثقافة بلد ما، بكل ما فيها من تشعبات بعين الاعتبار ضمن السياق الذي تعمل الشركة فيه، وذلك من أجل تحقيق أهدافها وتسيير عملها في إطار هوية ثقافية مختلفة، بينما تحافظ على خصوصية هويتها الثقافية في الوقت نفسه.
من جانبه، قال أمين عام منتدى الفكر العربي محمد أبوحمور، إن قضايا الهوية والمواطنة ذات اهتمام واسع في الأوساط الفكرية والثقافية في العالم العربي والعالم النامي خلال العقود الثلاثة الماضية على الأقل، مشيرا إلى أن العولمة والتقدم التكنولوجي وتطور وسائط الاتصال والمعلومات وما رافقها من تحولات اقتصادية، أدت إلى تأثيرات مباشرة على الثقافات والمفاهيم والهويات التي سادت لفترات طويلة في المجتمعات.
وأضاف أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي في العالم، والعالم العربي خصوصا ، يعاني من ظواهر الانقسامات، والتغيير في الانتماءات التقليدية وتصنيفاتها ، مشيرا إلى أن لهذا الوضع أسبابا ونتائج أوجدت مخاطر حقيقية على المجتمعات والهويات الجامعة، وفي نفس الوقت أدت إلى التشرذم والتفتت.
وشددت باقي التدخلات على أهمية العودة إلى التجارب التاريخية المتعلقة بالهوية والاستفادة منها، والبحث في الروابط بينها وبين العولمة، وإعادة النظر والبحث في فكر العرب والغرب نحو الهوية وكيفية تعاملهم مع تعدد الهوية ، لافتة إلى وجود إشكاليات في الروابط بين الهوية والمواطنة والدولة المدنية ، خاصة في التعامل مع الأقليات .


بتاريخ : 27/03/2021