حقوقيون ينبّهون إلى خطورة الظاهرة وتداعياتها على أمن وسلامة الغير
تعيش أزقة وأحياء وشوارع عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بمدينة الدارالبيضاء على إيقاع انتشار كبير لأشخاص يعانون من أمراض نفسية وعقلية، تجعلهم غير قادرين على التحكم في تصرفاتهم وضبطها، مما يعرض المواطنين، صغارا وكبارا، إناثا وذكورا، للخطر في كل وقت وحين، بسبب اعتداءات قد تقع على حين غرّة وفي غفلة من الجميع.
وضعية تزادا استفحالا يوما عن يوم، فكثير من المواطنين تعرضوا لاعتداءات، سواء الراجلين منهم، أو من يقودون سياراتهم، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى تداعيات جدّ وخيمة، وهو ما عاينته «الاتحاد الاشتراكي» في أكثر من مرّة، على مستوى القريعة، وساحة السراغنة، وملتقى شارع الفداء وشارع «المحطة الطرقية» الذي كان يحمل إسم زنقة «لاكروى» سابقا، وغير بعيد على مستوى حي الأمل، وبجنبات المحطة الطرقية لأولاد زيان، ولاجيروند، وغيرها من الأزقة التي باتت تعرف حضورا قويا لهذه الظاهرة، التي لم تعد استثناء بل أضحت قاعدة مؤرقة.
وكان عدد من المصابين بأمراض نفسية وعقلية، قد تسلّحوا مرات عديدة بالحجارة التي رشقوا بها الغير أو حملوا عصيّ ووجهوها لأجساد المارة أو عرّضوا سيارات للتخريب، في واضحة النهار، وأحيانا أمام مرأى ومسمع ممن يُفترض فيهم حماية الأمن العام، وتحديدا على مستوى مدارة حي الأمل ودرب الكبير. حوادث، وثّقها حقوقيون كذلك على مستوى تراب العمالة، الذين أصدروا بيانا استنكاريا، للتنديد بتسجيلهم لعملية تفريغ حافلة من الحجم الكبير، كان على متنها أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية حادة على مستوى المحطة الطرقية لأولاد زيان، مشيرين إلى أن المعنيين بالأمر الذين قدموا من مناطق مختلفة تفرقوا في أرجاء المنطقة وبين أزقة الأحياء المجاورة لها.
وأوضح بيان للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في تراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، أن متم شهر شتنبر الفارط، تعرضت امرأة مسنّة بحي الفرح لكسور مزدوجة تطلبت خضوعها لعملية جراحية بسبب اعتداء قام به أحد هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية، الأمر الذي اعتبرته العصبة يشكّل خطرا على الجميع ويفرض تدخلا فوريا للسلطات المعنية.
ويعيش عدد من المصابين بأمراض نفسية وعقلية حالة تشرد وتيه في شوارع درب السلطان، في غياب تدخل فعلي من أجل احتضانهم وتقديم المساعدة الطبية لهم، ومن أجل حفظ وصون كرامتهم، فكثير منهم، من الإناث والذكور، يتجولون بدون ملابس، كما ولدتهم أمهاتهم، في الكثير من المرات في مشهد خادش للصغير والكبير، كما هو الحال بالنسبة لسيدة مريضة، لوحظت في هذا الوضع أكثر من مرة على مستوى حي المسجد وشارع 2 مارس وبدرب الفقراء وبوشنتوف وغيرها من الأزقة، ونفس الأمر بالنسبة لشخص آخر على مستوى لامرتين وزنقة ابن خيران وباقي الأزقة المتفرعة عنها.
هذا الوضع المؤلم والشائن في آن واحد، الذي استنكره ويستنكره الكثير من المواطنين، القاطنين بتراب العمالة أو العابرين منها، يتطلب تعاملا جادا ومسؤولا وإنسانيا بالأساس، من أجل احتضان هؤلاء المرضى ودعمهم في محنتهم الصحية ولصون آدميتهم وتمكينهم من حقهم في العلاج، وكذلك لحماية باقي المواطنين من كل اعتداء قد يطال الأشخاص أو الممتلكات، ويهدد الأمن العام، ويحرمهم من التنقل في سكينة وطمأنينة، بعيدا عن كل تخوّف مما قد يقع في كل لحظة؟