حملة بيئية بـ «بحيرة أكلمام أزكزا» بخنيفرة، في إطار حملات تنظيف المواقع الطبيعية لـ «علوم الحياة والأرض»

 

إحياء ليوم الأرض البيئي، الذي ركز شعاره هذه السنة على “البيئة والتوعية المناخية”، وفي إطار مشروع الإنتاج المشترك للنظافة، كانت “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض” بخنيفرة في موعدها السنوي مع فعاليات الدورة الثالثة لحملات تنظيف المواقع الطبيعية، حيث قامت بتنظيم رحلة إيكولوجية، صباح الأحد 7 ماي 2017، إلى بحيرة أكلمام أزكزا، وأقامت معرضا بيئيا وحملة تنظيف، بمشاركة مجموعة من التلاميذ والشباب والطلبة، وجمعيات أحياء، وذلك بشراكة مع المديرية الإقليمية للمياه والغابات، جمعية الوفاق للتنمية، جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي، كما قامت الجمعية بإشراك بعض الأندية البيئية والمؤسسات التعليمية التي منها أساسا مدرسة الإمام علي، ابن سينا، عقبة بن نافع، ثم ثانوية طارق والمدرسة العليا للتكنولوجيا.
نشاط “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض” شمل تنظيف مساحة هامة من بحيرة أكلمام ازكزا من النفايات التي لا يخجل بعض الزوار من الرمي بها عشوائيا، حيث تمكن المتطوعون المشاركون في الرحلة البيئية، وبحماس كبير وحيوية ملموسة، من جمع أكوام هائلة من هذه النفايات، مقابل تنظيم شبه مسابقة لاختيار أفضل كومة وأحسن نتيجة في الفرز باستعمال أربع حاويات، وذلك بغاية المساهمة في التربية على كيفية تدبير وتدوير وإعادة استعمال النفايات، وتحسين جودة الحياة والمكان والارتقاء بنظافة محيط العيش، من خلال إشراك المجتمع المدني في التوعية بأهمية المحافظة على البيئة.
وقد افتتحت الرحلة البيئية بتقديم شروحات مستفيضة حول أهمية حماية المجال البيئي وجمالية المؤهلات الطبيعية والثروة الغابوية والمائية التي يزخر بها الإقليم، ومنها بحيرة أكلمام ازكزا التي تعتبر من أشهر المناطق الرطبة والمواقع الطبيعية السياحية، بالنظر لمواردها وقيمتها الإيكولوجية، حيث أبرز الفاعل البيئي، ذ. حوسى جبور، دواعي الرحلة ومناسبتها، ورصيد فرع خنيفرة في المجال البيئي، ومسيرة انشغال هذا الفرع مع عدة مؤسسات تعليمية، مثل ثانوية محمد الخامس ومدرسة عقبة بن نافع التي فازت بشارة اللواء الأخضر التي تأتي ضمن البرنامج الطوعي “المدارس الإيكولوجية”، المعتمد في أكثر من 60 دولة، ولم يفت ذ. جبور الإشارة لانخراط فرع الجمعية في مشروع الإنتاج المشترك للنظافة، مستعرضا تجربة الحي الفلاحي ومدرسة عقبة بن نافع وحي لاسيري، في أفق التعميم على أحياء أخرى.
ومن جهته، لم يفت مؤطر من مدرسة الإمام علي، ذ. عبدالحق الدراري، المشاركة بكلمة أبرز من خلالها ما يميز فضاء بحيرة أكلمام أزكزا كجغرافية وتاريخ، وكمنطقة رطبة طباشيرية، ومتنفس إيكولوجي غابوي وخزان مائي، مذكرا بالتصورات والأساطير الميثولوجية والأمازيغية التي نسجت حول الموقع وثقافته المائية، وتقلباته المناخية، مع ربط ذلك بين الخيال والواقع، ليتوج المشارك مداخلته بقصيدة زجلية.
أما ممثل مديرية المياه والغابات، ذ. مصطفى قرموش، فتناول الجانب الجيولوجي للموقع، والمناخ والتربة والغابة، والعوامل التي تؤثر على التشكيلات النباتية والحيوانية، وبعد تعريفه الحضور بشجرة الأرز التي تدخل ضمن “التراث العالمي”، ومكانتها على المستوى الاقتصادي والبيئي، ودورها في حماية الحياة والأرض والماء، ركز على نوع القرد مكاك (زعطوط) بالكشف عن مشروع منتزه وطني يجري تطويره لحماية هذا القرد من الانقراض، إلى جانب وجود مشروع في الأفق لتهيئة الموقع المصنف عالميا، وبعدها عرج ممثل المياه والغابات نحو الحديث عما تزخر به المنطقة من ثروة سمكية ومائية، وما يتهدد التنوع البيولوجي والتوازن الطبيعي من اختلالات ناتجة عن سلوكيات بشرية.
وبعد مشاركة طلبة من المدرسة العليا للتكنولوجيا، انطلق الناشط البيئي، ذ. محمد أوشا، من مفهوم التنمية المستدامة ومدى حمايتها لعيش الأجيال القادمة، مستعرضا تفاصيل مشروع الإنتاج المشترك للنظافة الذي يأتي في إطار اتفاقية مبرمة بين مركز الجمعية والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، ومؤسسة دروسوس DROSOS السويسرية، والذي يرتكز على خطة عمل تشمل عدة مدن، وفق مقاربات تشاركية ذات بعد اجتماعي وبيئي واقتصادي وتقني، ويروم أساسا تنمية قيم التضامن والعيش المشترك، مع مواكبة إحداث منظومات الفرز والجمع والتثمين المستدام للنفايات المنزلية، مستحضرا تاريخ انطلاق مشروع “الإنتاج المشترك للنظافة” ومراحله على صعيد مدينة خنيفرة، وتجربته بالحي الفلاحي الذي صار نموذجيا بامتياز.
وخلال الرحلة البيئية، أبت جمعية محلية، تنشط بالمنطقة، إلا أن تحضر فعاليات الرحلة البيئة، وتسجل صوتها بالمناسبة، حيث تقدم نائب رئيسها بكلمة مؤثرة استعرض فيها معاناة المنطقة من الأوضاع البيئية المزرية، وانعدام الماء الصالح للشرب والمرافق الصحية، ومن الفقر والتهميش والإقصاء الاجتماعي، رغم ما يُعرف عن هذه المنطقة المصنفة عالميا من مؤهلات غابوية وطبيعية وسياحية، كما طالب المتدخل كافة الفعاليات الجمعوية والإعلامية بمساعدة الساكنة في رفع نداءاتها للجهات المسؤولة إقليميا ومركزيا.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 10/05/2017