يواجه الفائز بجائزة غونكور الفرنسية الجزائري كمال داوود وزوجته، وبعد أقل من شهر على فوزه، اتهامات باستغلال أسرار شخصية من حياة ناجية من مذابح العشرية السوداء في الجزائر بداية التسعينات، وذلك ضمن أحداث روايته التي فاز عنها “حوريات”.
ذلك ما أورده مقال لكريم عمروش بصحيفة لوموند الفرنسية أول أمس، مؤكدا أن داود قد نقل، في روايته “الحوريات”، الاعترافات التي أدلت بها الضحية لزوجته، التي كانت تشتغل طبيبة نفسية، مع بعض التحويرات والشخصيات الخيالية.
هذه الاتهامات التي تأتي بعد منع رواية داود “حوريات” من التداول داخل الجزائر، ومنع ناشرها “دار غاليمار”من العرض خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب الأخير دفعت عددا من الكتاب والمثقفين الى إدانة هذه الخطوة، معتبرين
أنها مجرد تصفية حسابات ذات طابع سياسي، فيما تساءلت صحيفة لوموند عما إذا كانت رواية “حوريات” للكاتب الجزائري-الفرنسي كمال داود، التي فازت بجائزة غونكور لعام 2024، قد بُنيت على انتهاك للسرية الطبية كما تقول سعدة عربان التي نجت من إرهاب جبهة الإنقاذ وعمرها لا يتجاوز الست سنوات، فيما قضى جميع أفراد عائلتها.
وأوردت الصحيفة أن الضحية أعربت خلال مقابلة تلفزيونية على قناة “وان تي في” الجزائرية، معها في 15 نونبر الجاري، من قبل للكاتب وزوجته، عن عدم رغبتها في استغلال معلوماتها الشخصية في أي عمل أدبي، لكن تفاجأت بتفاصيل كثيرة من هذه المعلومات مجسدة في شخصية “أوب” في الرواية، ما جعلها تتوجه بهذه الاتهامات التي تتعلق بإفشاء السر المهني والذي يضع زوجة كمال داود موضع مساءلة قانونية.
هذه المساءلة يرى الكثيرون أنها لا يمكن أن تطال المؤلف، باعتبار أن الرواية لم تذكر الضحية بالاسم وانها الروائي يعتمد في بناء رواياته، غالبا، على وقائع حقيقية تخصب بالخيال. ف
وتروي “حوريات” قصة شابة فقدت القدرة على الكلام بعد تعرضها لعملية ذبح خلال أحداث العشرية السوداء بالجزائر والتي استمرت عقدين، والتي أضرت بحبالها الصوتية حيث ستعتني بها سيدة تدعى خديجة الى أن تتزوج وتقرر الذهاب الى مكان الجريمة وقد مر عليها 21، وهذا التشابه في الأحداث هو ما دفع سعدة عربان الى إطلاق اتهاماتها الى داود وزوجته باستغلال قصتها الحقيقية.
عن “لوموند” بتصرف