حول ظاهرة نفخ نقط المراقبة المستمرة بقطاع التعليم المدرسي

يكتسي موضوع تتبع المراقبة المستمرة أهمية قصوى في ضبط مسار التعلمات وتمكين الفاعلين التربويين من إمكانيات تطوير العملية التعليمية وتجويد الممارسات التقويمية وجعلها تستند فعليا إلى معايير موضوعية تضمن تكافؤ الفرص بين التلاميذ والتلميذات…
وسعيا نحو تأسيس تعاقد إيجابي بين الفاعلين التربويين والمتعلمات والمتعلمين ومختلف الشركاء يقوم على الالتزام المتبادل بمبادئ الموضوعية والموثوقية والمصداقية قامت كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي بإرسال مذكرة رقم 175 في موضوع تأطير وتتبع المراقبة المستمرة بالتعليم المدرسي، وقد تضمنت هذه المذكرة مبادئ وإجراءات متعلقة بالمراقبة المستمرة التي ينبغي العمل بها قصد تتبع ومراقبة فروضها حتى تؤدي وظائفها الجزائية والإشهادية بالشكل المطلوب وتضمن حظوظا متكافئة لكل المتعلمين والمتعلمات.
ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو الحديث الذي دار بيني وبين أحد الآباء حول النقط المحصل عليها من طرف التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالتعليم الخاص.
لقد قيل الكثير عن التعليم الخاص وعن الانزلاقات التي تحدث فيه وكذا عن الممارسات غير التربوية التي لا تمت بأي صلة إلى قطاع التربية الوطنية، ومن بين مظاهر هذه الانزلاقات تفشي ظاهرة نفخ نقط المراقبة المستمرة في نهاية الأسدس الأول والأسدس الثاني في كل موسم دراسي.
للتذكير فالمراقبة المستمرة تمثل صرحا أساسيا في المنظومة التربوية تمكن من التعرف على إمكانيات التلميذ والتأكد من تحقيق الأهداف التربوية الخاصة بكل مادة إلا أن اللجوء إلى نفخ نقطها خصوصا في التعليم الخاص لا يعكس حقيقة مجهودات المتعلمين وقدراتهم ومدى استيعابهم ومستواهم الحقيقي، وهو الأمر الذي يحيد بالعملية التربوية عن أهدافها المتوخاة ويضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين ويرسخ في أذهانهم ثقافة التدليس والغش التي يعمل الكل جاهدا للقضاء عليها.


الكاتب : خليل البخاري

  

بتاريخ : 10/06/2021