كلُّ ما قدْ تبقّى من رمَق الشّفقِ
أوراقٌ يابِسةٌ في مهبّ الريحْ
كشظايا مرايا سيّئةِ الحظِّ.
ربما استسقى سُحُباً عمياءَ تخبُّ
وجمرُ القفْرِ الشّائكُ يسْتَعِرُ.
ربما استجلى سرّاً يتنوّرُ في غفلةٍ منّي
إنْ ضاقتْ بأجْنحِةِ الحلْم بوّابةُ الأفُقِ،
ربما احتلبتْ أسفارُهُ أغنيةً
تُشجي نوتياً في شطّ التيهانِ جريحْ
يترقّبُ زورقُهُ المتهالكُ حوريةَ المجهولْ،
فإذا بمزاميرِه زبدٌ
يتهجّى طلاسمَهُ الرّمْلُ والموجُ والحَجَرُ.
وإذا بهِ في ذروةٍ الصُّعُدِ دهشةٌ
تتشبّحُ خلف الطّلولِ تقولْ:
ما تبقّى من الشّمسِ في عزّها
حَلَقُ
فضَحَتْ زيفَهُ أحرُفٌ
رسمتْها المنافي على سُلّمِ الأبدِ؟