ما يختفي خلف الكثافة من شفافة ورقة وعذوبة وجمال، هذا ما ما يعمل هذا الديوان على استشفافه، بلغة شعرية، مليئة بالرموز الدلالات. فنصوص الديوان، في نسيجها ولحمتها، هي ماء سائل، في تحييلاته، وفي ما يتميز به من إيقاعات، تستجلب الموسيقى، لتفتيق الشعر، بل لوضع الشعر في سياقه الشعري الجمالي.
الديوان، كما يصرح صلاح بوسريف في مقدمته، كُتِب، في بالموازاة مع «رفات جلجامش…»، العمل الذي كان نصاً واحداً استغرق الكتاب كله. بمعنى أن بوسريف، في لحظات العناء الشعري، كان يكتب هذه النصوص، ويحاول من خلالها الخروج من السياق الملحمي لرفات جلجامش، إلى السياق الشعري النصي، الذي يتوخى الكتابة بالنغم، وبالللحن والغناء، أي كيف يمكن للماء أن يكون موسيقى، ترق في العين، كما في الأذن، وهو ما يجعل الخيال يكون الدال الثاني في الكتابة، أو في الشعر، دون حصر دال الشعر في الإيقاع، كما كان نبه بوسريف إلى ذلك في كتاباته النظرية.
«خصال الماء…»، عمل شعري آخر، ينضاف إلى التراكم النوعي، لتجربة صلاح بوسريف، التي ما فتئت تحرص على الشغف بالشعر، وعلى وضع يدها على مواطن الشعر السرية والخفيه، التي تبقى توقيعاً خاصاً بالشاعر، وبرؤيته للشعر والكتابة، بعيداً عن القصيدة التي اسْتُنْفِذَتْ، ولم تعد قادرة على النظر إلى الأشياء بعين متعددة الزوايا، والأضلاع.
صدر الديوان عن دار سليكي أخوين، بطنجة، ضمن منشوات 2018، وكان آخر ما أصدره بوسريف شعرياً، هو ديوانه «ياااا هذا تكلم لأراك»، وهو عمل شعري ضخم، صدر في 500 صفحة تقريباً، عن دار فضاءات بالأردن.
خصال الماء… عمل شعري جديد للشاعر صلاح بوسريف
بتاريخ : 28/01/2019