خنيفرة : متابعة شخصين في حالة اعتقال على خلفية حادث مصرع عاملين بمقلع للرخام

أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بخنيفرة، يوم الاثنين 8 ماي 2023، بإيداع مالك مقلع للرخام بسيدي لَمين، ومسؤول ورش بهذا المقلع، بالسجن المحلي، ومتابعتهما في حالة اعتقال، مع إدراج ملفهما معا بجلسة الاثنين 29 ماي 2023، وذلك على خلفية فاجعة مصرع عاملين في انهيار المقلع بجبل صخري، خلال الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء 25 أبريل الماضي.
وأفادت مصادرنا أن النيابة العامة تتابع المسؤولَين عن مقلع الرخام المذكور بتهم مختلفة، منها ما هو منصوص عليه ضمن القانون الجنائي «القتل غير العمدي الناتج عن الاهمال وعدم مراعاة النظم والقوانين»، وما هو مرتبط بفصول قانون الشغل «عدم التوفر على وسائل سلامة الأجراء، وعدم التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي»، ثم «عدم تأمين آليات المقلع في استخراج الرخام بدون ترخيص»، فضلا عن تهم «عدم التقيد بالتعليمات الصادرة عن الإدارة واستغلال المقلع ما يعد خرقا للشروط وضوابط السلامة العامة»، و»عدم احترام الأبعاد القصوى للمنحدرات والمدرجات الواجب احترامها أثناء استغلال المقالع».
وكان وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة قد أحال ملف الواقعة على المركز القضائي للدرك الملكي من أجل التحقيق الموسع في التفاصيل والملابسات، وتحديد المسؤوليات، والبحث في مدى احترام المقلع للإجراءات القانونية وشروط السلامة، وموازاة مع ذلك جرى الاستماع لحوالي 13 عاملا لم تختلف تصريحاتهم في أنهم يعملون في سبيل كسب لقمة العيش، بينما أجمعوا على أنهم «يشتغلون في ظروف غير آمنة بسبب عدم توفر المقلع على شروط الأمان والسلامة، ولا على أدوات واقية من المخاطر»، علما بأن الاشتغال بالمقالع يتطلب أعمال الحفر الصخري واستعمال المتفجرات، مقابل معطيات أخرى أكدت وقوف المحققين على أن الآليات غير مُؤَمنة والعمال غير مؤَمنين.
وبينما تحدثت عن انهيار سابق عرفه ذات المقلع قبل ثلاث سنوات دون خسائر في الأرواح، كشفت مصادرنا عن تقارير صاغتها اللجن الإقليمية المختصة بمراقبة المقالع، وتتضمن تحذيرات وتنبيهات للمقلع المذكور، دون أن تفوت ذات المصادر التساؤل حول حدود المسؤوليات بين هذه اللجن والمقلع، فضلا عن مسؤولية باقي الأطراف المعنية، ومنها أساسا مديرية التجهيز ومفتشية التشغيل وصندوق الضمان الاجتماعي، فيما شككت مصادر أخرى في وجود تمييز بين المقالع بعد طفو ملف مقلع كان قد تقرر إغلاقه في ظروف متشابكة دفع ثمنها العشرات من العمال الذين وجدوا أنفسهم عرضة للتشريد والتجويع، منذ نهاية مارس2021، رغم نداءات هيئات نقابية وحقوقية محلية.
ويذكر أن منطقة سيدي لَمين، ضواحي كهف النسور، بإقليم خنيفرة، كانت قد استيقظت، صباح الثلاثاء 25 أبريل 2023، على مصرع شخصين في انهيار جبل صخري بمقلع للرخام، ولم يكن سهلا على فرق الإنقاذ الوصول إليهما بالنظر لعملية الحفر المعقدة تحت الأنقاض، ولأطنان الصخور المنهارة، علاوة على عمق موقع الانهيار، ويتعلق الأمر بشاب (ق. محمد) عمره حوالي 18 سنة، الذي كان يعتبر المعيل الوحيد لوالدته الأرملة وأشقائه، بعد وفاة والده في حادثة شغل بأحد المقالع أيضا، إلى جانب شخص (س. المعطي)، عمره 37 سنة، متزوج وأب لطفلين، ويشغل سائقا لجرافة.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 11/05/2023