دار الشعر بتطوان تقف على “الأطلال” «ورد أكثر» لمحمود درويش في الذكرى 10لرحيله

تفتتح دار الشعر بتطوان موسمها الشعري والثقافي بتنظيم لقاء “الأطلال: قراءات شعرية في مواقع أثرية”، مع احتفال خاص بقصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، في الذكرى العاشرة لرحيله، وذلك يوم غد الجمعة 14 شتنبر الجاري، في فضاء موقع تمودة الأثري، ابتداء من الساعة السابعة مساء.
ويشارك في “لقاء الأطلال” الشاعر محمد عنيبة الحمري والشاعر مبارك الراجي والشاعرة علية البوزيدي الإدريسي والشاعر نجيب بنداود. كما يحيي هذه الاحتفالية عازف البيانو الفنان مروان الزناكي والفنان إيهاب الغيبة على الساكسفون.
ويعد محمد عنيبة الحمري أحد رواد القصيدة المغربية المعاصرة، منذ ستينيات القرن الماضي، مع ديوانه الأول “الحب مهزلة القرون”، وصولا إلى أعماله الشعرية التي صدرت في مجلدين، وقدمتها دار الشعر بتطوان قبل سنة من اليوم. كما يبقى مبارك الراجي، شاعر موكادور، أو مدينة الصويرة، من أبرز الأصوات التي خلقت خصوصيتها الشعرية منذ تتويجه بجائزة البياتي وصدور ديوانه الأول “ضد اليابسة”، قبل عشرين سنة من اليوم. بينما أمست علية البوزيدي الإدريسي، صاحبة “هواء طويل الأجنحة”، من الشاعرات المغربيات اللواتي يوقعن قصيدة مغربية جديدة مكتوبة بنون النسوة ومكابداتهن وإحساسهن المفرط باللغة والإيقاع والحياة. أما الشاعر نجيب بنداود فهو أحد أهم الأصوات الشعرية الناطقة بالفرنسية، وقد نشرت أعماله في كل من المغرب وفرنسا وتونس وإسبانيا. وهو عضو مؤسس لمجلة “آفاق مغاربية” التي أصدرتها جامعة اللغات والعلوم الإنسانية سان جان جوريس في تولوز. مثلما شارك الشاعر والباحث التربوي بنداود في إطلاق عدد من المبادرات الشعرية والأكاديمية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
كما يشهد لقاء الأطلال احتفالا جماعيا بقصائد محمود درويش في الذكرى العاشرة لرحيله، في لقاء بعنوان “ورد أكثر”، عبر تقديم روائع الشاعر الفلسطيني والكوني الكبير في لوحات شعرية ومسرحية، تعرض في ساحة موقع تمودة الأثري، وأمام بابها الجنوبي المطل على مدينة تطوان.
ولا يزال موقع تمودة شاهدا على ميلاد الحضارة المورية في شمال المغرب، خلال مرحلة ما قبل الميلاد. حيث تأسست مدينة على ضفاف وادي مرتيل، كانت فاتحة لتواصل المغاربة مع الشعوب والدول الأخرى المطلة على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط. فعبر وادي مرتيل، كانت تمودة مركزا تجاريا وصلة وصل بين القارات الثلاث على ضفاف المتوسطي.
وبحسب الباحثين الأركيولوجيين، يضم موقع تمودة ساحة عمومية، على شاكلة “الأغورا” الأثينية، وذلك بالقرب من الحصن العسكري الروماني، ما يعني أن تمودة، ومن خلالها تطوان، كانت فضاء للحوار والنقاش العمومي والتبادل التجاري والتواصل الحضاري، مثلما كانت فضاء أسطوريا أثار وأثرى خيال الشعراء والمسرحيين والفلاسفة الإغريق.
وكانت دار الشعر بتطوان قد أطلقت برنامج “الأطلال” خلال الصيف الماضي، انطلاقا من الموقع الأثري لمدينة القصر الصغير، لتواصل اليوم برامجها الشعرية التي تعد بالانفتاح على عدد من المواقع الأثرية والحدائق العمومية والفضاءات الثقافية، في مختلف المدن المغربية.


بتاريخ : 13/09/2018