خطا فريق نهضة بركان خطوة عملاقة نحو نهائي مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعدما تغلب على ضيفه شباب قسنطينة الجزائري بأربعة أهداف دون مقابل، في ذهاب الدور نصف النهائي، الذي جرى ليلة أول أمس الأحد بالملعب البلدي لبركان، في انتظار حسم الأمور بشكل رسمي بملعب محمد حملاوي بقسنطينة يوم الأحد المقبل، خلال مباراة الإياب.
وقدم الفريق البركاني أداء قويا في هذه المواجهة، مستفيدا من عاملي الأرض والجمهور، ليصبح على أعتاب اللقاء النهائي الثاني على التوالي، حيث يتطلع إلى لقبه الثالث في المسابقة بعد 2020 و2022، علما بأنه خسر النهائي مرتين أمام الزمالك المصري عامي 2019 و2024.
ولم يحتج البركانيون سوى إلى 13 دقيقة لهز شباك الحارس الجزائري زكريا بوحلفاية، بعد هجمة منظمة أنهاها يوسف مهري بطريقة جميلة.
ويعد هدف ميهري ثاني أسرع هدف في تاريخ المسابقة، بعد هدف المصري أحمد عيد عبد الملك لفريقه حرس الحدود في مرمى كالوم ستار الغيني (6 – 0) بعد مرور عشر ثوان فقط في ذهاب الدور الأول يوم 21 مارس 2006.
وسهل هذا الهدف مأمورية نهضة بركان، الذي واصل سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، خاصة وأن الفريق الخصم اختار الانكماش إلى الوراء.
وبعد عدة فرص سانحة، والتي كانت أبرزها تسديدة أسامة لمليوي التي صدتها العارضة في الدقيقة 6، تمكن السنغالي بول باسين من تعزيز التقدم بهدف ثان في الدقيقة 21 من ضربة رأسية، استغل فيها تمريرة عرضية مركزة من أيوب خيري.
وفي المقابل، نجح البراكنة في إيقاف الخطر الجزائري بالضغط العالي والانضباط التكتيكي، لينتهي الشوط الأول بتقدم برتقالي بهدفين دون رد.
وتواصلت سيطرة اللاعبين البركانيين في الجولة الثانية، مستفيدين من دعم جماهيري جارف، ما أثمر هدفا ثالثا بواسطة الهداف أسامة المليوي، إثر كرة عرضية من الظهير الأيمن هيثم منعوت 54.
وعاد المليوي ليوقع الهدف الرابع في الدقيقة 84، لكن الحكم الليبي معتز إبراهيم، ألغاه بداعي التسلل بعد الرجوع إلى تقنية حكم الفيديو، لكن المليوي أصر على إكمال الرباعية، بعدما وقع هدفه الشخصي الثاني في الدقيقة 90 +2، حيث أحسن استقبال تمريرة خيري، ليتلاعب بأحد المدافعين الجزائريين ويرسل الكرة إلى الشباك.
وفي تعليق له على الهزيمة، هنأ مدرب شباب قسنطينة، خير الدين مضوي، نهضة بركان بالفوز، الذي اعتبره غير منتظر، لأن “الأخطاء الفردية التي ارتكبها اللاعبون كلفتنا غاليا، فعندما تكون في هذا المستوى، وأمام فريق قوي ممنوع أن تقوم بمثل هذه الأخطاء”.
وعن حظوظ فريقه في الإياب، أوضح مضوي أن الأمور ستكون صعبة في قسنطينة بعد الهزيمة الثقيلة، مشيرا إلى أن فريقه سيعمل على رد الاعتبار، حيث سيشتغل على الجانب النفسي في التحضير، رغم أنه من الصعب العودة في النتيجة.
أما المدرب البركاني، معين الشعباني، فقد أكد أن فريقه لعب بواقعية شديدة، مشيرا إلى أنه لم يتوقع الفوز بهذه الحصة العريضة.
وشدد المدرب التونسي، في الندوة الصحافية التي تلت المواجهة، على أن الهدف المبكر “ساعدنا في الحكم في أجواء اللقاء، كما أنه أربك حسابات الفريق المنافس”.
وتابع “لم أتوقع الفوز بهذه النتيجة … لقد قدمنا واحدة من أفضل مبارياتنا، ونجحنا في استغلال الفرص”.
وفي المباراة الأخرى عن الدور نفسه، انتصر فريق سيمبا التنزاني على ضيفه ستيلنبوش الجنوب إفريقي بهدف دون رد، ليقترب من حجز بطاقة العبور إلى النهائي.