واصل المنتخب الوطني نسقه العالي على الساحة القارية، بعدما حقق فوزا جديدا ومستحقا على نظيره الأوغندي بأربعة أهداف دون رد، في المباراة الودية التي احتضنها ملعب طنجة الكبير مساء أول أمس الثلاثاء، في إطار استعداداته لبطولة كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها المملكة المغربية بين 21 دجنبر و18 يناير المقبلين.
وبانتصاره هذا، عزز «أسود الأطلس» رقمهم القياسي بالوصول إلى 18 فوزا متتاليا ضمن سلسلة امتدت منذ أزيد من عشرة أشهر.
ومنذ الدقائق الأولى للمواجهة، ظهرت نوايا المنتخب الوطني واضحة باعتماد الضغط العالي والانتشار الهجومي السريع. ولم تمر سوى أربع دقائق حتى افتتحت العناصر الوطنية التسجيل، بعد كرة عرضية لعبها إسماعيل الصيباري، حولها نايل العيناوي على الطائر لتصطدم بمدافع أوغندي وتستقر في الشباك.
وواصل الفريق الوطني ضغطه المنظم، لتسنح فرصة محققة لإبراهيم دياز في الدقيقة 28 بعد تمريرة رائعة من نصير مزراوي، لكن الحارس الأوغندي تصدى لها ببراعة قبل أن يبعد الدفاع المتابعة. ومع تكرار المحاولات، عزز المنتخب الوطني تقدمه في الدقيقة 33 عبر الصيباري، الذي ترجم مجهودا جماعيا انتهى بعرضية دقيقة من مزراوي.
وتميز أداء المنتخب خلال الشوط الأول بتناسق كبير بين الخطوط وسرعة في استعادة الكرة، إضافة إلى حركية وسط الميدان بفضل أدوار العيناوي وأمرابط وإيكمان.
وفي الشوط الثاني، حافظ المنتخب المغربي على تفوقه وسيطرته، بينما اكتفى المنتخب الأوغندي بمحاولة واحدة خطيرة في الدقيقة 55 أبعدها جواد الياميق ببراعة.
وبعد مرور ساعة من اللعب، أقدم وليد الركراكي على سلسلة تغييرات، منحت جرعة إضافية من الحيوية للهجوم، خصوصا مع دخول كل من سفيان رحيمي وبلال الخنوس.
وبفضل هذه الديناميكية الجديدة، حصل رحيمي على ضربة جزاء في الدقيقة 78، نفذها بنجاح ليرفع النتيجة إلى ثلاثة أهداف. وبعدها، واصل المنتخب بحثه عن توسيع الفارق، فتم إشراك إلياس بنصغير وإلياس أخوماش وسفيان ديوب، قبل أن يدخل أيضا الواعد عبد الحميد آيت بودلال مكان العميد غانم سايس، الذي أصيب على مستوى اليد.
وفي الدقيقة 88، وقع بلال الخنوس على الهدف الرابع بعد عمل جماعي ممتاز، لينهي المنتخب المواجهة بفوز كبير وأداء مقنع.
وبهذه النتيجة، يكون المنتخب الوطني قد رفع سلسلة مبارياته دون خسارة إلى 20 مباراة، منها 19 انتصارا وتعادل واحد، في فترة شهدت تألقا متواصلا في تصفيات كأس العالم 2026، والتأهل المبكر للمونديال، إضافة إلى استعدادات مكثفة للعرس الإفريقي.
وتعرف كرة القدم المغربية فترة ذهبية غير مسبوقة على مستويات مختلفة، بدءا من الوصول التاريخي لنصف نهائي مونديال قطر، مرورا بالتتويج بكأس العالم لأقل من 20 سنة، وصولا إلى النتائج القوية للمنتخب الأول. هذا الزخم جعل الجماهير المغربية تطالب بقوة بحصد لقب كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية في تاريخ الكرة الوطنية بعد لقب 1976.
ومع اقتراب موعد البطولة التي تقام على أرض المغرب للمرة الثانية بعد نسخة 1988، يبدو أن «أسود الأطلس» يدخلون النهائيات بمعنويات مرتفعة وثقة كبيرة، مدعومين بسلسلة انتصارات قياسية وأداء جماعي متماسك.