رحيل أحد رواد الحداثة في الفن التشكيلي المغربي .. التشكيلي محمد حميدي يودع منحنيات الحياة

 

فقد المغرب الثقافي، أول أمس الاثنين 6 أكتوبر 2025 ، أحد الآباء المؤسسين للفن المغربي الحديث، ويتعلق الأمر بالتشكيلي وأحد الطليعيين المجددين في المغرب محمد حميدي.
يعد الراحل من الرعيل الأول لمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، وواحدا من الرواد المجددين في المغرب بجانب الراحلين محمد شبعة ومحمد المليحي وبلكاهية وعبد الرحمان رحول.
وُلد الحميدي في الدار البيضاء عام 1941، ويُنظر إليه كأحد الآباء المؤسسين للفن المغربي الحديث. تلقى تعليمه في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء قبل أن ينتقل إلى باريس عام 1959، حيث نال في عام 1964 شهادة تأهيل للتدريس في الفن النّصبي من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس.
عاد إلى المغرب عام 1967، في ظل مناخ ثقافي متجدد تلا استقلال البلاد عن الحماية الفرنسية في 1956، ومواكباً لنهضة فنية سعت إلى إبراز خصوصيات الثقافة المغربية. في 1969 شارك في المعرض الرائد «البيان» بساحة جامع الفنا في مراكش إلى جانب فنانين مثل فريد بلكاهية ومحمد شباع ومحمد ملهي، الذين شرعوا منذ منتصف ستينيات القرن الماضي في إعادة صياغة مناهج مدرسة الدار البيضاء وتوسيع دائرة مشاركتها.
تمحورت أعمال الراحل حول الجسد، كما كانت لوحاته تميل إلى التجريد: خطوط منحنية تذكّر بلغة مدرسة الدار البيضاء، وزخارف مستمدة من الحِرَف التقليدية في المغرب الكبير، وأشكال هندسية متقاطعة بألوان دافئة صلبة لا تحدّد الملامح البشرية بل توحي — لمن ينقب عن ذلك — بإيحائات إيروتيكية متميزة.
ومع تزايد الاهتمام بالفن الإفريقي والشرقي ما بعد الاستعمار، حظي إنتاج الحميدي، إلى جانب أعمال زملائه في مدرسة الدار البيضاء، بانتعاش في الاهتمام الدولي خلال العقود الأخيرة، حتى اقتنت مركز بومبيدو لوحتين من أعماله عام 2019.


بتاريخ : 08/10/2025