في يومين متتاليين، خسرت الساحتان الإعلامية والحقوقية في المغرب اسمين شابين، هما الإعلامي أيوب الريمي والناشط الحقوقي أسامة الخليفي.
ففي الساعات الأولى من يوم السبت 1 فبراير 2025، لفظ الإعلامي أيوب الريمي أنفاسه الأخيرة في إحدى المستشفيات البريطانية بالعاصمة لندن، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
وقد خلّف رحيله المبكر حزنا عميقا في أوساط زملائه وأصدقائه، حيث نعاه عدد كبير من الإعلاميين والنشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن أسفهم الشديد لفقدان صوت صحفي مميز كان يتمتع بسيرة طيبة وأخلاق رفيعة.
ولد أيوب الريمي عام 1990 في مدينة القنيطرة، وتخرج من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط سنة 2013، متخصصا في الصحافة السمعية البصرية.
انطلق في مسيرته المهنية داخل المغرب، قبل أن ينتقل لاحقا إلى لندن حيث عمل كمراسل لموقع «الجزيرة نت». بالإضافة إلى عمله الصحفي، أطلق برنامج «بودكاست هنا لندن» على منصة يوتيوب، حيث استضاف فيه شخصيات فكرية وسياسية بارزة، مما جعله يحظى بمتابعة واسعة داخل الأوساط الإعلامية والثقافية.
وقبل رحيله بيوم واحد فقط، وتحديدا يوم الجمعة 31 يناير 2025، فقدت الساحة الحقوقية الناشط السياسي أسامة الخليفي، الذي رحل هو الآخر بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
عرف الخليفي كأحد الوجوه البارزة في حركة 20 فبراير، التي قادت الاحتجاجات الشعبية في المغرب سنة 2011، للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد .
كان الخليفي وجها مألوفا في المسيرات الاحتجاجية، ودائم الحضور في النقاشات السياسية التي رافقت تلك الفترة الحاسمة من تاريخ المغرب الحديث. وقد تأثر الكثيرون برحيله، خاصة بعد تدوينته المؤثرة التي نشرها على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، والتي اعتبرت بمثابة رسالة وداع أخيرة قال فيها:
«سيأتي يوم يحتضنني قبري، ويصمت قلبي، ويختفي صوتي، وتزول ابتسامتي… أحبكم.»
وهذا ما حدث بالفعل يوم الجمعة الماضي، حين لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بمدينة فاس.
لقد شكل رحيل أيوب الريمي وأسامة الخليفي صدمة عميقة لدى جميع من عرفهما أو تأثر بمسيرتيهما. كلاهما كان صوتا صادقا في مجاله، سواء عبر الكلمة المكتوبة والمرئية في الإعلام، أو عبر النضال الميداني دفاعا عن قضايا الحرية والكرامة.
رحم الله أسامة الخليفي وأيوب الريمي رحمة واسعة، وأسكنهما فسيح جناته، وألهم ذويهما الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحيل أيوب الريمي وأسامة الخليفي… خسارة مزدوجة لصوتي الإعلام والنضال

الكاتب : جلال كندالي
بتاريخ : 04/02/2025