صوت الطرب المغربي الذي خبا بعد صراع مرير مع المرض
توفي يوم أمس الإثنين 21 أبريل 2025 ،الفنان الكبير محسن جمال عن عمر ناهز 77 سنة، بعد صراع طويل ومرير مع المرض، وذلك بإحدى المصحات الخاصة بمدينة طنجة.
الفنان الذي ألهب القلوب برائعته الخالدة «الزين يحلى فالثلاثين»، و» أحلى الأغاني « وأغنى خزانة الأغنية المغربية بأعمال حملت توقيعا شخصيا في الأداء واللحن، غادر إلى دار البقاء وسط موجة حزن عارمة اجتاحت الوسط الفني المغربي، حيث سارع عدد من الفنانين والأصدقاء إلى نعيه بكلمات مؤثرة تنضح بالوفاء والاعتراف.
الفنان عبد الكبير الركاكنة كتب في نعيه عبر صفحته الرسمية:
«غادرنا إلى دار البقاء قبل قليل الفنان الكبير محسن جمال، تعازينا الحارة لأسرته الصغيرة والكبيرة ولجميع أصدقائه ومحبيه، نطلب من الله العلي القدير أن يرحمه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته… وإنا لله وإنا إليه راجعون.»
أما الملحن سعيد الإمام، فعبر عن حزنه بكلمات حملت تفاصيل إنسانية :
«توفي صباح اليوم الإثنين الفنان الكبير محسن جمال، بعد معاناة مع أمراض مستعصية استدعت عدة عمليات جراحية، انتهت إحداها ببتر رجله، بينما كان أصدقاؤه يأملون نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط.
الأقدار شاءت أن تخطف منا مبدع الزين فالثلاثين إلى مثواه الأخير.»
الفنان نعمان لحلو اكتفى بعبارة مقتضبة لكنها عميقة الدلالة:
«وداعاً محسن جمال… إنا لله وإنا إليه راجعون.»
أما أحد أصدقائه، فقال في منشور مؤثر:
«كان صديقا ليس ككل الأصدقاء، القلب الكبير والكلمة المرحة والصريحة من شيمه… اللهم ارحمه واغفر له واسكنه جنات النعيم.»
ابنة الراحل، نجوى جمال، أكدت أن والدها توفي متأثرا بمضاعفات المرض، مشيرة إلى أن الأسرة ستعلن لاحقا عن تفاصيل مراسم الدفن.
محسن جمال، من مواليد طنجة سنة 1948، ترك بصمة بارزة في الأغنية المغربية عبر صوته وألحانه، وتعاون مع قامات فنية مثل عبد الهادي بلخياط، نعيمة سميح، محمد الحياني، وعبد الوهاب الكالي. من أشهر أغانيه نذكر:
«الزين فالثلاثين»، «باغي نعرف»، «نحمدو الله»، «عربية بنت الخير»، «محلاها بلادي»، إضافة إلى أغنيتين وطنيتين بمناسبة تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم سنتي 1986 و1998.
على مدى سنوات ظل صوت الفنان محسن جمال حاضرا معطاء، لامس صوته مواضيع عدة،عرف بدماثة الأخلاق وحسنها، وبرحيله
يطفأ صوت ظل يغني وجدان المغاربة طيلة أربعة عقود. رحم الله محسن جمال، وأسكنه فسيح جناته.